الخميس، 26 أبريل 2012

تطرف الآراء وتطرف الولاء



منذ الفتوي التي بثتها إذاعة القرآن الكريم والرد بالنفي الذي قدمه القائمون عليها والساحة الفيسبوكية تشهد شد وجذب حول هذا الموضوع الذي رآه البعض احتقارا لشريحة واسعة من الشعب الموريتاني ورآه البعض الآخر بناء علي نفي الإذاعة مجرد محاولة لتفتيت الوحدة الوطنية من قبل مجموعة من الشباب العملاء والمؤجورين، لاكن ما زاد الطين بلة هو أن يطلع العلامة محمد الحسن ولد  الددو بعد هذه الفتوي بفترة لينفي علمه بوجود ممارسات استرقاقية في موريتانيا وذالك علي قناة الرسالة السعودية فيما اعتبر ردا على الشيخ المغامسي حسب البعض، إلا أن رد العلامة الددو ولد ردة فعل قوية ممن يتبنون الدفاع عن العبيد والمطالبين بالقضاء علي العبودية بمختلف أشكالها، وقد تمثلت هذه الردود بعبارات قوية وجارحة في بعض الأحيان وساخرة أحايين أخري من شخص في وزن العلامة الددو وصلت إلي حد قلب صورته (تنكيسها )، ويبرر منتقدوه ذلك بوصف هذا النوع من الآراء هو الذي كرس العبودية منذ نشأة الدولة الموريتانية الي الآن وهم يريدون قطع الطريق على هذا النوع من  الفتاوي – ان شئت –، إلا أن هذا النوع من الانتقاد يولد ردود أشد خاصة أن البعض من الشباب ربما يمارسون نوع من العبادة الخفية للشيخ الددو ومستعدون للتخلي عن معتقداتهم في سبيل ذالك، ويبرهن البعض علي ذلك من موقفهم من الفقهاء الآخرين الذين وصفهم البعض ممن يدافعون عن العلامة الددو بالكذب والنفاق فأثناء أزمة المعهد اتهم الفقيه أحمد ولد النيني بأشنع الأوصاف ولم يتذكر مقدسوا الددو أنه فقيه وكذلك العلامة حمدا ولد التاه نال حزه من الشتم عندما قال أن طاعة ولي الامر واجبة فلم تنتهي الحلقة حتي امتلأت صفحات الفيسبوك بالتعاليق الجارحة وكتبت عنه مقالات في مواقع ألكترونية  هاجمته ووصفته بالمتلون في آرائه ومواقفه وكذلك الفقيه ولد حبيب الرحمن لم يسلم هو الآخر، إذن ألا تعتبر هذه الهبة التي يدافع البعض فيها عن العلامة الددو مجرد نفاق ؟ ولم اتهموا بقية الفقهاء بتلك الاوصاف الغير محترمة؟  أم أن للسياسة يد خفية في هذا الأمر ؟ إذ من المعروف أن العلامة الددو ليس من جانب النظام بل طالبة بضرورة السماح بحرية التظاهر.
ما لا يفهمه الطرفان هو أن كل الشعب الموريتاني مسلم ويجل ويقدر العلماء أيما تقدير ، لكن بناء علي العبودية الخفية لشيخنا العلامة والآراء المتعصبة والكلام الغير لائق من البعض الآخر خلق جو مشحون من العبارات العنصرية المتبادلة من الجانبين متناسين أن حرية التعبير تتيح لكل الحق في قول رأيه مادام لا يقدح ويجرح في شخص ما خصوصا بقدر العلامة محمد الحسن ولد الددو.
إلا أن السؤال الذي يطرحه البعض بصورة مستمرة هو الرأي الفقهي والشرعي لما يوجد في موريتانيا من العبودية أو قل مخلفات ما يوجد في موريتانيا منها ، فهناك من يقول ما دام العلامة الددو وصف هذا العمل بأنه غير أخلاقي فلم لا يقول لنا رأي الشرع فيه بدل أن يقول أنه ليس من المحققين في الموضوع ،فهل يعقل أنه علي هذا القدر من المعرفة والفقه ولم يعطي هذه المسألة الشائكة القليل من وقته خصوصا أنها تتعلق بشريعة واسعة من مواطنيه ليعم النفع ويزول اللبس.    

الخميس، 19 أبريل 2012

هل أفتى المغاميسي بما تخفي صدور المفتين في إذاعة القرآن؟؟؟؟







لا تزال الفتوى التي أطلقها العالم السعودي الذي أطل علينا عبر إذاعة القرآن الكريم التي لا شك ستتحول إلي إذاعة محمد ولد عبد العزيز الدينية قريبا لا تزال تحدث مزيدا من التعليقات والإنتقاد علي صفحات الفيسبوك والمواقع الألكترونية عموما علما أن بعض المواقع التي تدعي الحرفية والإعتدال لم تغطي هذا الموضوع على الرغم من  الحساسية المفرطة التي خلفها علي الساحة الوطنية.
أفتى المغاميسي بفتواه في إذاعتنا للقرآن الكريم ولم نسمع أي توضيح يتعلق بهذا الموضوع من القائمين عليها فهل ياترى هم من أراد أن تطلق هذه الفتوى من منبر رسمي يفترض أن يكون مخصص لامور دينية بحتة ويكون ذلك ردا غير مباشر علي الهبة الإجتماعية -  إن شئت - علي القيم والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان أم أنها مجرد زلة مرت دون أن يلحظها مقص الرقيب المسلط دون شك علي كل المنابر الرسمية.
ما علينا لقد قال المغاميسي مقولته وأراح النظام من حمل ثقيل لطالما أراد أن يصرح به وعجز عنه العلامة  حمدا ولد التاه  فاستجلب أحد أهل فتاوي العصر الذين يفتون حسب الطلب دون أدنى جهد في معرفة الحالة التي يعيشها البلد وهو ما يمكن أن يكون صب للزيت على النار خصوصا أن الساحة المحلية تشهد حراكا مطالبا بالقضاء على هذه القيم الفوقية والمتعالية التي تتخذ من الدين مرجعية لها.
إذن ماعجز عنه حمدا وولد النيني وولد المرابط وكان يثقل عليهم – ربما- قاله المغاميسي ، فهل يا تري سيكون هناك رد رسمي توضيحي على مسألة خطيرة تهدد الوحدة الوطنية و التي لطالما أفتوا من المنابر الرسمية بضرورة الحفاظ عليها أم أن هذه الفتوى أمر عادي وغير العادي هو ما تقوم بها الحركات المناهضة للعنصرية والعبودية وهو ما يهدد الوحدة الوطنية بالدرجة الاولى.
مايثير السخرية هو أن مجتمعنا كان إلي حد قريب يكاد يعتبر بلاد شنقيط مهبط الوحي وغير جائز بتاتا أن نستقبل أو نصدق أي فتوى من أي عالم كان فنحن من يصدر الفتوي ونحن العالمون بكل شيء فمالذي تغير الآن؟
هل هو بداية انفتاح علي العالم الخارجي في زمن دجن فيه النظام ما استطاع من أهل الفتوي ولم يكتفي بعد، فأراد استجلاب من هو مدجن أصلا لعه يكون أصلح وأكثر جرأة علي القضايا الحساسة التي عجز عنها المحليين.
إننا نعاني من خلل في المفاهيم الدينية منذ زمن بعيد، أو قل تعمد تجهيل الأجيال العديد من الأمور ذات الصلة المباشرة بقضية العبودية في موريتانيا لم نفهم لحد الآن القصد من ذالك.
إن هذه القضية لا شط لن تمر دون الوقوف عندها لانها جاءت في ظرفية غير ملائمة إطلاقا وهو ما يستوجب أن يفتي علمائنا الأجلاء الموالين للسلطة خصوصا في هذه القضية لكي يزيلوا اللبس الحاصل فهذا لم يعد زمن العودة الي الوراء ودفن الرأس في التراب والهروب إلي الأمام ،عليي العكس من ذالك إنها لحظة حاسمة في مسيرة الدولة الموريتانية في القرن الحادي والعشرين.
إن المغاميسي جزاه الله خيرا- علي اعتباره مفتيا-  أوضح لنا أمورا كثيرة لطالما أنكرها العديد منا سواء كنا رسميين أو أفراد عاديين وهي وجود العبودية في موريتانيا ، فكيف لأثريا السعودية الماجنين استجلاب العبيد من موريتانيا للتكفير عن سيئاتهم - الكثيرة دون شك- مادام العبيد لا يوجدون ؟
إن عبيد موريتانيا أصبحوا يساوون ثمان مائة ألف أوقية في السعودية(800000) وهو مبلغ زهيد بالنسبة للجيوب التي تنفق الملايين في فنادق نييورك ولندن وباريس ومن ثم سيمرون في طريق عودتهم بموريتانيا للتكفير عن أعمالهم بشراء العبيد المتوفرون بكثرة.

الأحد، 8 أبريل 2012

إفرح يا جنرال ..احزن يا جنرال!



أهدت منظمة دول غرب إفريقيا أكبر خدمة يمكن ان تقدم لأي جنرال انقلابي في هذه المنطقة سبق له الاستيلاء علي السلطة في هذا الجزء  من  افريقيا التي تشهد الكثير من الاضطرابات العسكرية في هذه الفترة متمثلة في الحركة التي قام بها الازواديين وكذا النشاط المتنامي الذي تقوم به القاعدة في الصحراء الممتدة من موريتانيا إلي النيجر.
تعتبر العقوبات القاسية التي فرضتها الدول الغرب افريقية علي الانقلابيين في باماكو نقطة قوة سيسعد الجنرال في استغلالها حال ما يكون مضطرا إلي ذالك في المستقبل علي الرغم من كون موريتانيا ليست عضوا في هذه المنظمة الا ان النجاح الذي حققته ضد انقلابيي مالي قد يسيل لعاب نظام نواكشوط للانضمام اليها بهدف منع أي حركة انقلابية ضده اذا ما حدثت مستقبلا، وقد اعلنت الحكومة الموريتانية رفضها للإنقلاب الذي قيم به في مارس الماضي وحرصها علي اعادة النظام الدستوري إلي مالي وهي التي اجرت تعديلات علي بعض المواد الدستورية من بينها مادة تجرم الانقلابات وتمنع أي وصول إلي السلطة بغير صناديق الاقتراع.
ويعتبر هذا النصر الذي تحقق لصالح النظام الدستوري في مالي مصدر ارتياح كبير لدي النظام الموريتاني، إلا انه من ناحية اخري اسفر عن ظهور جار لم تتضح ملامحه لحد الآن ويبدو للوهلة الاولي ان للقاعدة مساهمة قوية في ظهوره وهو مالم يكن محببا عند حكومة موريتانيا التي تحارب القاعدة بشدة ، وقد حرك الظهور القوي لها (أي القاعدة) في غاو مخاوف موريتانيا تمثل ذالك في ارسال قوات إلي الحدود الشرقية للتصدي لاي عمل قد ينجم عن هذا النشاط الجديد.
وإذا ما عدنا إلي ظهور الدولة الازوادية في الشمال المالي وموقف الحكومة الموريتانية الرافض لهذا الاستقلال من طرف واحد علي الاقل فان ذالك قد يكون راجع إلي الظهور العلني للقاعدة وتلاشي الحلم الذي ربما يكون قد بني علي هذه الدولة التي كان من الممكن دعمها سواء من طرف موريتانيا او من طرف دول غربية أخري، أو ربما هي لعبة سياسية ينتهجها النظام بهدف التمويه علي الدعم الذي يذهب اغلب المتابعين لهذا الشأن أن موريتانيا تقدمه للطوارق وهم الذين يمكن ان يقضوا علي القاعدة التي تتخذ من أراضيهم ملجأ لها.
علي العموم افرح يا جنرال فان الانقلاب مهما كان مبرره حتي ولو كان حركة تمرد  لم يعد سهل الحدوث في افريقيا فالدول الغربية والافريقية ستقف له بالمرصاد، واحزن يا جنرال فان السياسة الغير محسوبة العواقب التي دعم الطوارق علي اثرها ولدت قوة هائلة للقاعدة سيكون من الصعب القضاء عليها مستقبلا في ظل الصراع الطوارقي والمالي الذي لا شك سيمتد تاثيره الي موريتانيا ان عاجلا او آجلا.

الجمعة، 6 أبريل 2012

أنا معين لمنطقتي ولم لا ؟



منذ صرنا نميز بين وجوه السياسيين الوطنيين ونحن نلاحظ تكرار الكثير من الأسماء التي تأخذ تارة هذا المنصب وتارة أخري منصبا آخر ولقد أصابنا الملل من هذه الوجوه التي تتبادل الأدوار حسب مزاج الرئيس المتقلب كلما أراد أن يرضي قوما أو جهة ما من هذا البلد المترامي الأطراف.
تبدأ الحكاية في أحد الأيام عندما كنت مارا أمام منزل احد شيوخنا أو قل كبار مدينتنا الذي يتمتع أولاده بنوع من التعليم الذي يؤهلهم لتقلد مناصب معينة، فأثناء مروري إذا بحفل وضرب للدفوف أثار انتباهي فلما سالت أخبرت أن احد أولاده قد تم تعيينه في منصب سامي لحساب مدينتنا المنسية من التعيينات منذ زمن، فرحت أيما فرح فأخيرا سنحظى بمكانتنا اللائقة بنا كمدينة تاريخية مر بها الاستعمار وسكن بها زمنا طويلا.
كان ذلك في أواسط حقبة معاوية ولد سيد احمد الطابع الذي علمت فيما بعد أن هذه هي السياسة التي ينتهجها لإسكات أي مدينة متذمرة علي سلطته المطلقة، وبعد أيام قدم السيد المعين وأقام حفلا بهيجا آخر وخطب خطبة جميلة وعد فيها بالخير الوفير الذي سيعم المدينة بفضل سيادة الرئيس الذي سيبني موريتانيا كلها ونحن في المقدمة.
وكملاحظة أولية يبدو خطيبنا كأنه بلا كلام ، إنما هي كلمات استلهمها من سيده الرئيس الذي استدعاه هو ومئات مثله لتوجيههم إلي المناطق الداخلية قبل الانتخابات التي ستجري بعد فترة من ذالك التاريخ.
ما أشبه الليلة بالبارحة، في زمن يشهد فيه  العالم الكثير من التحولات السياسية والاجتماعية لا زلنا علي نفس المنوال من التعيينات المناطقية والجهوية - إن جاز التعبير- خصوصا ان معظم المقاطعات في الداخل تشهد الكثير من المظاهرات المطالبة بتوفير ابسط الحاجيات اليومية نرى سياسات قصيرة النظر تعتمد علي حل المشاكل في الوقت الحاضر دون ادني تفكير في المستقبل القريب.
ومن هذه الحلول أن يعين فلان أو علان في هذا المنصب لان أهل عدل بكر أو أطويل أو تجكجة أو لكوارب أو ......... تظاهروا احتجاجا على سوء الأوضاع فنفاجئ بدلا من حل المشكلة بتعيين أحد وجهاء إحدى هذه المناطق في منصب رفيع لامتصاص هذا الغضب، إنها لسياسة حمقي من سياسيين أحمق وأجهل عاجزون عن فهم عقلية الشعوب التي  صارت أحرص علي المطالبة بحقوقها من أي وقت مضي، واقل شيء يمكن أن يوصف به هؤلاء السياسيين هو الجهل التام لمتطلبات الحياة اليومية التي صارت بفعل التطور التكنولوجي تحاسب حكامها علي ابسط الأخطاء التي تقع فيها.
وقد يقول أحد ما كيف يعقل أن ننتظر تفهما ما لمشاكل هذا الشعب في ظل قيادة ظلت عاجزة عن مواكبة الحركة الديمقراطية التي عرفتها دول مجاورة و متمسكة بأخرى حتي بعد أن صارت من الماضي.
علي أشباه سياسيينا إدراك أن تعيين أشخاص غير أكفاء في مناصب رفيعة كنوع من إسكات للشارع صارت لعبة متجاوزة ولا تجدي نفعا في زمن الثورات العربية التي أطاحت بالعديد من الدكتاتوريين الذي تربعوا علي عروشهم زمنا طويلا ، وان ادعاء الإصلاح زورا وبهتانا مردود علي أصحابه، ولينعموا ويتربعوا في مناصبهم جيدا فإن قافلة التغيير قادمة لا محالة مهما غرد وصفق المنافقون المستهترين بمصالح البلد بهدف مصالح آنية ستزول بإذن الله.

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'