عقد كثيرة تقيد هذا المجتمع المريض بحب التاريخ والنبش في القبور،
مجتمع يهرع إلى ذاكرته الميتة كلما واجهته مشكلة مهما كانت صغيرة أو كبيرة.
إنني كشاب أعيش في ظلم حكم عسكري جاهل مفسد متسلط لا يفقه شيئا ستكون
قضايا التاريخ مسألة ثانوية جدا بالنسبة لي، و طبعا أستثني من ذلك قضايا حقوق
الإنسان كتصفية الزنوج أو بشكل أعم التاريخ الأسود للجنرالات الموريتانيين و ما
سطرته اليد الخبيثة للدولة العميقة التي تتحكم في موريتانيا باسم القبيلة والجهة
والدين.
إن تاريخا لا يسعى إلى إنصاف الزنوج أو إلى مصالحة وطنية لمن استبيحت
أعراضهم و استعبدوا وأهينوا - ترتيب موريتانيا في مؤشر العبودية العالمي - لن يكون أكثر من مجرد تفاهات لا تستحق التعليق.
فدعونا من المعارك الوهمية التي تخيم في أذهانكم المريضة ، فلم يحدث على
هذه القطعة الأرضية المنحوسة من كفاح سوى لعقٌ لأقدام المستعمر ، ولا يزال ذلك السّر
عالق بكم ، إن تاريخكم السيء الصيت مشهودٌ ومعروف والإرشيف الفرنسي شاهد حيٌ عليه
فدعون نصنع مستقبلنا بعيدا عن نحيبكم المصطنع.
العجيب أن كل هذا الألم و
الظم الذي بدأ يطبع الحياة اليومية للمواطنين
في ظل حكم الجنرال عزيز لم يلفت إنتباههم، لقد أصبح هو ومحيطه كأنهم في عزبتهم الخاصة، لكل منهم سلاحه
وحاشيته وممتلكاته التي اقتطعها بطبيعة الحال من ممتلكات الدولة ، يهددون بل حتى
يستخدمون السلاح في وجه المواطنين وكل ذلك ونحن نائمون.
نحن نائمون أو منومون ، أميل شخصيا لأن نكون منوَّمين، بفعل صحفيين - أعوذ بالله من كلمة صحفيين - يبررون كل قبيح ، ويتهمون كل ضعيف وفي النهاية المهم
هو تلك الدريهمات التي ستتسلل إلى جيوبهم في غفلة من ضمائرهم المعفنة.
دعونا نتفق أولا أن نظاما يقوده #الجنرال_محمد_ولد_عبد_العزيز وحاشيته
ومنافقيه و#صحفييه أولى أن يرمى إلى مزبلة التاريخ ، أقصد هنا التاريخ النتن الذي
ينتمون إليه من أن نهتم في ظل سيطرته على السلطة بمسائل ثانوية لا تقدم بل تأخر، فمشكلة موريتانيا معه هو و مع محيطه
الواسع والضيق الذي بدأ يميل أكثر إلى البلطجة والنعرات القبلية.