الاثنين، 2 يوليو 2012

أحزاب سياسية معارضة فاشلة ومؤدلجة وموالاة ونظام أفشل منها!


منذ انطلاق ما بات يعرف اصطلاحا بثورات الربيع العربي مع بداية السنة الماضية والساحة الوطنية تغلي بفعل التأثير الذي خلفته بحكم الترابط الثقافي بيننا وبين هذه الدول والتشابه إلي حد كبير بين موريتانيا وبين دول الربيع العربي من حيث الظلم والقهر والاستبداد والفساد المنتشر وتزيد موريتانيا علي هذه الدول بحكم تخلف شعبها ونفاقه وانجرارها خلف أي حاكم يبتليها الله به منذ استقلالها إلي اليوم باستثناءات قليلة، الا أننا نختلف عن هذه الدول في كون الرئيس لم تمض عليه فترة طويلة كحال زين الهاربين بن علي ومحمد حسني محاكم  و علي عبد الله طالح، الا أن الظلم وتدهور الأوضاع المعيشية لا يقل سوء عن هذه الدول.
وكمحاولة لمسايرة ركب هذه الثورات انطلقت الاحتجاجات التي قادها في البداية شباب 25 فبراير قبل ان يدخل علي الخط بعض المنظمات الشخصية التي تدعي أنها أحزاب يقودها أشخاص منذ الأزل وكأنهم ملائكة أرسلهم الله لقيادة شعبه المختار للتخلص من طاعون سلط علي رقاب الناس منذ الاستقلال إلي الآن، هذا الشعب الجاهل الذي لا يستحق ادني رحمة ولا شفقة، شعب يرضي الذل والهوان من (بودي ارد بالأمس القريب).
تتشدق هذه الأحزاب المعارضة( الجمعيات الشخصية) بشعبيتها الزائفة وبعباراتها المملة في حين اتضح عجزها عن الإطاحة بنظام جائر متمصلح أحرق الأخضر واليابس، وتتشكل هذه الأحزاب من مجموعة شخصيات لها أفكارها الخاصة والتي جعلت منها مرجعية لجمعياتها (أحزابها) علي ما يبدو.
حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذو الجذور الإسلامية الذي يتخذ من السيد محمد جميل منصور قائده الروحي والملهم المخلص من خطايا الجنرال والمنتشي بفوز الحركات والأحزاب الإسلامية في دول الثورات العربية والذي يحاول قدر استطاعته ان يلحق بهم دون جدوى، هذا الحزب الذي ينظر اليه علي انه أقوى الأحزاب من حيث القاعدة الجماهيرية الا ان هذه الهالة والنظرة التقديسية لزعيمه الروحي والسياسي هي ما سيودى به (أي الحزب)  ما إن يحدث ان يفقد رأسه المتمثل في شخص الأستاذ جميل منصور والذي دون شك لا يختلف اثنان علي الدور البارز الذي يقوم به في البرلمان الذي يسيطر عليه مطبلي الجنرال للأسف الشديد.
ليس بعيدا من ذلك الجمعية الاشتراكية التي يترأسها السيد أحمد ولد داداه والتي سعت وتسعي جاهدة إلي ان تتربع علي عرش موريتانيا إذ يقف لها العسكر بالمرصاد كلما تخيل زعيمها قرب تحقيق حلمه الذي يبدو مستحيل التحقق، هذا الحزب الذي تبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة تركيز شعبيته في منطقة الﯕبلة إذ شهدت أعلى نسبة تصويت لصالحه مما يعني أنه حزب جهوي بالأساس ويعتمد أساسا علي شهرة زعيمه الروحي وقائده الأبدي، هذا الحزب الذي تميزت توجهات زعيمه غير ما مرة بالتقلب  يبدو أنه غير مرجح للاستمرارية نتيجة لارتكاز وجوده أساسا علي زعيمه علي الرغم من أداء نوابه المقنع الذين يتزعمهم دون شك السيد يعقوب ولد امين الذي أحرج أدوات عزيز الذين يسمون اصطلاحا بالوزراء.
ومن ضمن هذه الأحزاب كذلك الحزب اليساري الذي يبدو انه لازال يعتقد بجدوائية منهجه الذي تخلى عنه العالم في نهاية القرن الماضي وان حدث نوع من التحول الملاحظ نتيجة للتشويه الإعلامي الذي مورس علي رموزه البارزين، ويعتبر هذا الحزب أقل أحزاب المعارضة شعبية في الشارع الموريتاني نتيجة لانعدام الكاريزما والروح القيادية التي يتمتع بها زعيمه الأول السيد محمد ولد مولود وباقي قياداته، علي الرغم من حجة وإقناع نائب رئيسه السيد المصطفى ولد بدر الدين في البرلمان، علي الرغم من هذا كله يبقي حزبا مؤدلجا ولا يختلف عن أمثاله من حيث الزعيم الأوحد وعليه فيعتبر زواله وتفككه مربوط بزعيميه محمد ولد مولود و المصطفي ولد بدر الدين.
يأتي بعد ذلك حزب حاتم الذي يتزعمه السيد صالح ولد حننا والذي يعتبر حديثا مقارنة بهذه الأحزاب او الجمعيات ان شئت، فهو مولود بعد 2003 تاريخ ظهور زعيمه وهو ما يعني بالضرورة زواله بتغير رئيسه، ويعتمد هذا الحزب علي مرتكزين أساسيين أولهما القاعدة الشعبية في الشرق الموريتاني والمجموعة المؤدلجة المعروفة بالناصريين والذين تناولت وسائل الإعلام خبر انسحابهم من الحزب الأسبوع الماضي، ويعتبر هذا الحزب مهدد بنسف قاعدته الشعبية الشرقية نتيجة عدم تعلمها وميلها في الغالب إلي المخزن ويدعم ذلك سياسة الجنرال التي بدأت تميل إلي استرضاء زعماء القبائل والأمراء التقليديين لينضموا اليه.
أما ما يتعلق بأحزاب الجيوب الموالية للنظام فهي في الواقع ليست موجودة حتي تتفكك فهي عبارة عن مجموعة من الرجال الذين تربو علي نهب المال العام منذ حكم ولد الطابع إلي اليوم، ومن هذه الأحزاب الحزب الجمهوري الذي كان في فترة من الفترات يعد قبلة كل طالب للمنصب او مصلحة معينة، ويبدو اليوم جيفة مهجورة يتبرأ منه كل من ربطه به رابط في ما مضي ويستخدمه الآن أحد الشخصيات التي لم تجد ما تتعلق به للإستمرار في الساحة السياسية التي يتنازعها كل من هب ودب، وغير بعيد عن هذا الحزب الجيبي (إن جاز التعبير) يأتي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي شهد الكثير من الصراعات علي المناصب القيادية به ويقوم الآن بنفس الدور الذي قام به الحزب الجمهوري في الماضي فهو إذا طريق للمنصب والتعيين ليس إلا، سرعان ما سيتفكك كما تفكك سابقه بمجرد الإطاحة بحكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز، ويلحق بهذين الحزبين مجموعة أحزاب أخري موجودة علي الورق أساسا منها مثلا حزب التجديد الديمقراطي الذي يتزعمه السيد المصطفى ولد اعبيد الرحمن وحزب آخر يتزعمه السيد كان حاميدو بابا، وأمثالهم كثر يعيشون علي فتات حزب المصالح والتعيين (الإتحاد من أجل النهب و الجهوية) الذي يتزعمه شكليا السيد محمد محمود ولد محمد الأمين .
ومن هذه الأحزاب كذلك حزب السيد مختار صار الذي يوصف في الأوساط الشعبية بحزب الزنوج الذي لم يثبت لحد الآن علي أحد الجانبين المتصارعين علي الرغم من انسحابه من الأغلبية الداعمة لعزيز  وربما نتيجة لمصلحة لم تتحقق.
تتوفر الساحة السياسية علي أحزاب كثيرة أخري منها مثلا الأحزاب المحاورة بقيادة السيد مسعود ولد بلخير وبيجل ولد هميد وعبد السلام ولد حرمة والتي لا تبتعد هي الأخرى عن غيرها في كثير من الصفات.
إن كثرة الأحزاب السياسية الفاشلة والأنظمة السياسية الأكثر فشلا منها تخلق لدي المواطن نوع من عدم الثقة خصوصا مع انعدام المصلحة التي تعود عليه او التي يرى انها حققتها له، وعليه فان أحزابا هذا شكلها سواء كانت موالية أو معارضة أولي بها ان تتوارى وتتفكك لانها عجزت عن تحقيق طموح المواطن البسيط الذي يسعى إلي توفير لقمة عيش كريمة كذب عليه الحاكم في توفيرها وتاجرت به أحزاب أخري لنيل مبتغى صعب التحقيق في ظل نظام جاء بالقوة ويصر علي عدم رحيله الا بالقوة.

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'