نظر من النافذة، فجأة، حدث جلل تجري وقائعه تحته مباشرة، قال بلا مبالاة ، هذا شيء عادي جدا، يحدث يوميا. أغلق النافذة بهدوء حتى يتخلص من جَلَبة الأصوات التي تتسرب دون استئذان من نافذته الزجاجية، أخذ عدة دقائق لينسى المشهد، ثم هاجمه شريط الأحداث بعنف مبالغ فيه، كأن ضميره استيقظ دون سابق انذار. عشرون شخصا يتفحصون الجثة، يبدو للوهلة الأولى ألا ورق إثبات عن المتوفى، رجل بدين تكفل بالمهمة يقلب الميت على جانبيه كمن يتفحص جثة كلب بلا رحمة، لا بأس ، لقد قام بتصرف خاطئ تماما، كان ينبغي انتظار وكيل الجمهورية.
لكن من لديه تلك الثقافة المدنية، من يعلم ذلك؟! يبدون مجموعة من البدو، لا يفقهون أي شيء في القانون ولا في علم الإجرام، ربما هم مشاركون في الجريمة. التفرج على الأحداث المألمة سمة هذا المجتمع، قال شاب ذات يوم متفاجئا.
أخرج ورقة، أفردها باستعجال، كانت يداه ترتعشان كالسكران أو كطبيب غير مجرب، أو ربما كمبتدأ وصل للتو لذروة عملية جراحية داخل غرفة النوم.
الجميع يريد إلقاء نظرة على الورقة، يتهامسون، تزداد الأعداد و تزداد الأصوات تبعا لذلك.
هاتف يرن، اتصال غامض ومفاجئ، يبتعد أحدهم عن الحشد، معالي الوزير ، كم أنا مسرور باتصالكم، لقد تم ترتيب كل شيء، في انتظار معاليكم، يعيد الهاتف مزهوا إلى داخل جيبه الجانبي الأيمن.
سيارات كثيرة، أناس ينزلون بهدوء، بشرتهم لا تشبهنا بتاتا، لا تشبه الميت أيضا، هل هم ورثته، أهله على الأصح!؟ يتسائل أحد أفراد الحشد، يجيب آخر بتهكم بل هم القتلة، أتعرف المثل القائل، يقتل القتيل ويمشي في جنازته، إنه ينطبق عليهم تماما، لم يقتنع، يضيف متسائلا، هؤلاء أثرياء، سيارات و عطور و أحذية و هواتف راقية، لم يقتلونه، مالداعي لذلك؟!
يضحك أحدهم ضحكة طويلة، في غير محلها، يتوارى بين الحشود ونظرات الحضور تلاحقه باشمئزاز، يردد بكلمات ممزوجة بضحكاته، أنتم من قتله، أنتم الخونة أنتم المجرمون، أصحاب السيارات الفارهة والعطور الفاخرة، كلها من أمواله، أنتم سرقتموه، ولا زلتم تسرقونه وهو يحتضر، دستم كرامته والآن لا تريدونه أن يموت بسلام ، بل ليبقى حيا حتى تسرقونه أكثر.
لم يعره أحد أي انتباه، كالعادة، واصلوا النظر إلى جثته التي بدت تذبل شيئا فشيئا. أخيرا وصل وكيل الجمهورية، بدأ يسأل بتعال و تأفف من لمس الجثة؟. هذا تعدي، تجني، هذا فساد، ينظر أحدهم للآخر متسائلا، فســــــــــاد ؟! يواصل وكيل الجمهورية، سأسجن المتسبب في موته، سوف تثبت المعاينة القاتل بينكم، السجن هو مصيره، سنبني سجونا جديدة حتى تتسع لكم جميعا أيها اللصوص، أكلة أموال الضحية. ينفض الحشد، االواحد تلو الآخر ، همهمات و أصوات أقدامهم تبتعد إلى أن تختفي، لا يقدرون على المواجهة، لكن كيف، السلطة معه والقضاء كذلك. يلتفت إلى مساعده، يغمز بخبث، لا يزال حيا، إنه لن يموت ببساطة. يرد المساعد بنبرة تهكمية، موريتانيا لن تموت بفضل قيادتكم الرشيدة.
لكن من لديه تلك الثقافة المدنية، من يعلم ذلك؟! يبدون مجموعة من البدو، لا يفقهون أي شيء في القانون ولا في علم الإجرام، ربما هم مشاركون في الجريمة. التفرج على الأحداث المألمة سمة هذا المجتمع، قال شاب ذات يوم متفاجئا.
أخرج ورقة، أفردها باستعجال، كانت يداه ترتعشان كالسكران أو كطبيب غير مجرب، أو ربما كمبتدأ وصل للتو لذروة عملية جراحية داخل غرفة النوم.
الجميع يريد إلقاء نظرة على الورقة، يتهامسون، تزداد الأعداد و تزداد الأصوات تبعا لذلك.
هاتف يرن، اتصال غامض ومفاجئ، يبتعد أحدهم عن الحشد، معالي الوزير ، كم أنا مسرور باتصالكم، لقد تم ترتيب كل شيء، في انتظار معاليكم، يعيد الهاتف مزهوا إلى داخل جيبه الجانبي الأيمن.
سيارات كثيرة، أناس ينزلون بهدوء، بشرتهم لا تشبهنا بتاتا، لا تشبه الميت أيضا، هل هم ورثته، أهله على الأصح!؟ يتسائل أحد أفراد الحشد، يجيب آخر بتهكم بل هم القتلة، أتعرف المثل القائل، يقتل القتيل ويمشي في جنازته، إنه ينطبق عليهم تماما، لم يقتنع، يضيف متسائلا، هؤلاء أثرياء، سيارات و عطور و أحذية و هواتف راقية، لم يقتلونه، مالداعي لذلك؟!
يضحك أحدهم ضحكة طويلة، في غير محلها، يتوارى بين الحشود ونظرات الحضور تلاحقه باشمئزاز، يردد بكلمات ممزوجة بضحكاته، أنتم من قتله، أنتم الخونة أنتم المجرمون، أصحاب السيارات الفارهة والعطور الفاخرة، كلها من أمواله، أنتم سرقتموه، ولا زلتم تسرقونه وهو يحتضر، دستم كرامته والآن لا تريدونه أن يموت بسلام ، بل ليبقى حيا حتى تسرقونه أكثر.
لم يعره أحد أي انتباه، كالعادة، واصلوا النظر إلى جثته التي بدت تذبل شيئا فشيئا. أخيرا وصل وكيل الجمهورية، بدأ يسأل بتعال و تأفف من لمس الجثة؟. هذا تعدي، تجني، هذا فساد، ينظر أحدهم للآخر متسائلا، فســــــــــاد ؟! يواصل وكيل الجمهورية، سأسجن المتسبب في موته، سوف تثبت المعاينة القاتل بينكم، السجن هو مصيره، سنبني سجونا جديدة حتى تتسع لكم جميعا أيها اللصوص، أكلة أموال الضحية. ينفض الحشد، االواحد تلو الآخر ، همهمات و أصوات أقدامهم تبتعد إلى أن تختفي، لا يقدرون على المواجهة، لكن كيف، السلطة معه والقضاء كذلك. يلتفت إلى مساعده، يغمز بخبث، لا يزال حيا، إنه لن يموت ببساطة. يرد المساعد بنبرة تهكمية، موريتانيا لن تموت بفضل قيادتكم الرشيدة.