الجمعة، 6 يوليو 2012

موريتانيا ليست دولة عربية ولا يجب أن تكون


تجدد الحديث منذ فترة عن مسألة قديمة متجددة يبدو أنها تحرج الموريتانيين بشكل عميق على الرغم من انعدام الفائدة الاقتصادية والاجتماعية المجنية من ورائها، فمنذ التصريحات التي نسبت للسيد محمد حسنين هيكل  والتي جاء فيها أن مشكلة العرب أساساً هي في قبولهم ضم دول لا علاقة لها بالعروبة كالصومال وموريتانيا والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة المصرية لتنشيط السياحة، كل هذه العوامل مجتمعة دفعت العديد من القوميين علي كيل الشتائم لهيكل نفسه منذ فترة ولحكومة مصر الحالية علي اعتبارها استثنت موريتانيا من هذا الإجراء الخاص بالتأشيرات، هذه المسائل دفعتني إلي الإدلاء برأيي في مسألة قيل فيها الكثير.
إذا كانت العروبة باللسان والثقافة فلا حاجة للموريتانيين أن ينفعلوا من إجراء مصري أو غيره اللهم الا إذا كانت العروبة شهادة تقدمها مصر ومثقفيها لأي دولة تري فيها الأهلية لذلك، ثم إننا نحن الموريتانيين هم من ساهم في هذا التهميش الذي يطبع المواقف العربية من موريتانيا، فغيابنا عن صناعة القرار العربي علي مستوي الجامعة العربية وليس على المستوى المحلى بمظاهرة هنا أو هناك مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، بل غيابنا عن  صياغة توجه السياسة العربية هو ما جعلنا متجاهلين ومن الأسباب كذلك ضعف مستويات ممثلينا في الجامعة العربية، إذ كثيرا ما نراهم وكأنهم نيام في الاجتماعات المنقولة على وسائل الإعلام.
ولقد أثار انتباهي قبل فترة وجيزة أحد القوميين وهو ينتقد الجزيرة علي أنها اعتبرت المناظرة التي جمعت بين مرشحي الرئاسة المصريين في المرحلة الأولي السيد عمرو موسي وعبد المنعم عبد الفتوح علي اعتبار أنها الأولى عربيا، وما كذبت الجزيرة إنما نحن الذين نسعى خلف العروبة هم الكاذبون، فلا نحن عرب ولا هم يحزنون.  
ثم إن الانتساب للعرب في فترة من الفترات لم يكن أمرا مشرفا فحتي الرئيس الليبي الراحل علي الرغم من غرابة أفكاره الا انه ولى العرب ظهره واتجه إلي إفريقيا لان لا فائدة ترجي من الانتماء إليهم، وحتى سوريا التي تقول أنها قلب العروبة النابض ولت ظهرها للعرب كذلك واتجهت إلي إيران ، فما الفائدة إذا من الهرولة وراء دول وعروبة لا تقدم ولا تأخر في زمن البقاء فيه للأقوى اقتصاديا لا غير، وزاد الطين بلة رؤساءنا الذين كثيرا ما اتجهوا بالدولة صوب الدول الغربية خاصة فرنسا التي خلفت لنا نظاما تعليميا فرنسيا فرض على الجيل الذي واكب الاستقلال أن يسير على اتجاه معاكس لاتجاه العروبة.
ليس الحل أن نستمر في الجري والتقاط كل كبيرة وصغيرة تصدر عن هذه الدولة أو تلك لنثبت عروبة موريتانيا، فكثيرا ما التقي الكترونيا بشباب عرب يتبين لي من خلال نقاشي معهم أنهم لم يسمعوا بموريتانيا على الإطلاق وحتى أنهم يسالوننى في أي قارة ويستغربون من حديثي معهم باللغة العربية ويسألونني أين تعلمتها؟ ليتضح لي أن عروبة موريتانيا في معظم الدول العربية لا تتعدى كونها عبارات على أوراق دبلوماسية، وإذا كانت عروبة موريتانيا هذا حالها فلا فائدة منها.
حتى الشعب الموريتاني في غالبه لا يعتبر نفسه شعبا عربيا وإذا تحدثت معه أحد الأشخاص فإنه يقول لك نحن لسنا عرب، نحن دولة إفريقية فقط، وفي بعض الأحيان ننسى على أننا من دول اتحاد المغرب العربي الخمس وكثيرا ما تستثنى موريتانيا من هذه المجموعة لأننا في حقيقة الحال لسنا دولة عربية ولن نكون وهذا الانفصام في الشخصية ومحاولة إثبات عروبتنا هو ما يجر لنا هذا التهميش، فنحن إذا كنا عرب لسنا ملزمين بتبرير ذلك لأحد وإذا كنا غير ذلك –وهي الأسلم- فلا فائدة من تبرير أمور أكثر ضرها من فائدتها.
خلال بحثي في مواقع العديد من الدول العربية اتضح لي بما لا يدع مجالا للشك أنهم لا يعتبرون موريتانيا من ضمن الدول العربية فكثيرا ما ستجد أنهم يصنفون موريتانيا علي أنها من الدول الإفريقية، فلا المحاظر ولا ظهور العيس ولا التقاليد( العربية) ولا حفظ القرآن ولا إتقان قواعد النحو  شفعت لموريتانيا في تغيير صورتها عند العرب، لذا علي القوميين الذين تساقطوا عند أقدام صدام حسين وعند أقدام القذافي من بعده ولا عند أقدام عبد الناصر قبل الكل أن يركزوا اهتمامهم علي بلدهم ويعطوه ما يستحق من الولاء لان من لا يحترم وطنه لا يستحق أن يحترم، يحضرنا سؤال طرح على زعيم أحد الأحزاب السياسية في إذاعة محلية عن أن ولائه لرئيس ليبيا الراحل أقوي من ولائه لموريتانيا  فقال نحن سنقدم ولائنا لكل من يخدم قضايا الأمة العربية، عن أي عروبة تتحدث أيها السياسي.
على الرغم من هذا كله فإن الربيع العربي الذي يجتاح دول عربية كثيرة قد يحمل في طياته ما يريح المتباكين على القومية العربية وما علق بها، على العموم ينبغي ألا نلوم العرب إذا كانوا لا يشعرون بنا كدولة عربية فانقلاباتنا وجفافنا وتخلفنا لا يشجع أي بلد للتقارب معنا.

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'