الاثنين، 31 ديسمبر 2012

هل تفشل المعارضة استراتيجيا كما فشلت في إسقاط النظام؟


عاما مضى بذلت فيه المعارضة الغالي والنفيس من أجل إسقاط نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز حشدت لذلك المظاهرات الكثيرة والندوات والمؤتمرات الصحفية والكثير من اللقاءات مع سفراء أهم الدول الغربية المؤثرة في الساحة الموريتانية، لتشهد مطالب الرحيل هذه أوجها مع النيران الصديقة التي اضطرت محمد ولد عبد العزيز لقضاء ما يناهز الأربعين يوما في فرنسا لتلقى العلاج، حيث روج لعجزه عن ممارسة مهامه كرئيس من طرف أكثر من مسؤول في منسقية المعارضة الديمقراطية ، وشهدت هذه الفترة بالذات تراجع وتقوقع الكثير من المسئولين ممن يحسبون على النظام على ذواتهم كتعبير واضح على قصر نظرهم السياسي وليبرهنوا أنهم مجرد مصاصي دماء في ثوب رجال سياسة لا قناعة لهم ولا رأي سوى أكل أموال المواطنين الفقراء.
لعبت المعارضة جاهدة على تفنيد كل تلك المصطلحات الرنانة التي تبناها السيد محمد ولد عبد العزيز إبان حملته الانتخابية التي أوصلته للحكم حسب مؤيديه، فنجدهم- أي المعارضة- يطعنون في مصطلح الفساد الذي لم يكن سوى عصا مسلطة على الخصوم السياسيين –رجال الأعمال خصوصا- وفي ما يتعلق بالمفسدين أنفسهم يقولون أنه أحاط نفسه بالكثير ممن كان ينتقدهم بالأمس ويصفهم بهذا المصطلح، كل هذه الحرب الإعلامية الشرسة التي موريست ضد النظام خاصة مع الانطلاقة الإعلامية الحرة الجديدة خاصة من قبل حزب تواصل الذي يعد أحد أقوى أحزاب المعارضة إعلاميا إلا أنه مع ذلك لم تجدي هذه الإجراءات كلها نفعا ليبقى النظام متربعا في كرسي الحكم .
بعد كل تلك الوسائل التي جربت لإسقاط النظام يبدو أن منسقية المعارضة قد استسلمت وتخلت عن مطلبها المعروف (رحيل النظام)، وهي الآن في إطار سبات خفيف سيكون له سلبياته ما لم تفق بسرعة وتعمل على الاستعداد للمستقبل خاصة مع التخبط والصراعات الكثيرة التي تعصف بمافيا الفساد المنضوية تحب عباءة حسب الاتحاد من أجل الجمهورية، هذه الأحزاب التي أجرى البعض منها أو أهمها انتخابات لتجديد هيئاتها القيادية والتي اختلفت وجهات النظر حولها ففي حين يراها البعض ظاهرة صحية ردت بها المعارضة على الأصوات الصادرة من الحزب الحاكم حول قيادة الشخص الواحد وأظهرت الروح الديمقراطية داخل الأحزاب المعارضة يرى البعض الآخر أن نتائجها كانت محسومة سلفا بدليل النتائج الساحقة التي حصل عليها رئس حزب تواصل مثلا، وبالتالي هي مسرحية مفضوحة لا ترقى إلى المستوى.
في الفترة الأخيرة صارت تخرج من هنا وهناك تصريحات حول موعد الإنتخابات التشريعية والبلدية والرئاسية بعد ذلك، وكانت أولى التصريحات الرسمية تلك التي أطلقها وزير الداخلية في زيارة لإحدى المناطق الداخلية الشيء الذي قوبل برفض مطلق من المعارضة التي ترى أن ذلك من مسئولية اللجنة المستقلة للانتخابات.، وسائل إعلام محلية تناولت قبل فترة إمكانية إجراء الانتخابات في القريب المنظور  وهو ما يعتبر مخرجا للنظام من الأزمة التي اتسمت بها البلاد طيلة السنة الماضية ،لكن الأهم من ذلك كله هو كيف ستتعاطى المعارضة مع هذه الاستحقاقات المرتقبة، فهي في الوقت الراهن لم تحدد موقفها بعد وهو ما يعتبر قصر نظر سياسي، فعلى المعارضة أن تعد العدة من الآن فصاعدا لتجد لها مكانا في المشهد السياسي الفاعل(البرلمان بغرفتيه)، خصوصا أن غالبية المجتمع الموريتاني جاهل ولا يفهم في العملية الديمقراطية وقد اتبع النظام سياسة ذكية تعتمد على تقديم القليل لعامة الشعب الذي لا يفهم في التوازنات الاقتصادية الكبرى التي تسير بها الدول والتي تغيب تماما لدى النظام الذي يعتمد على قرارات ارتجالية ثبت فشلها بعد فترة قليلة من تنفيذها، إذن مقابل هذه السياسة التي يعتمد عليها النظام على المعارضة أن تتبنى استيراتيجية تسمح لها بالحضور بفعالية اكبر في المرحلة القادمة.        

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

محاضرة بعنوان دور الصناع التقليديين (لمعلمين) في المقاومة الموريتانية


دخل المستعمر الفرنسي الأراضي الموريتانية منذ بداية القرن الماضي  وبسط نفوذه على هذه الربوع على مراحل مختلفة ، إلا أن هذا الدخول لم يكن مفروشا بالورود حسب البعض إذ عرف "مقاومة"  شرسة على فترات مختلفة شهدت حالات مد وجزر لها أسبابها المعروفة، إلا أنني وعلى الرغم من عدم اتفاقي مع البعض حول ما يسمونه "مقاومة" في موريتانيا والذي أفرقه إلى نوعين مختلفين  الأول منهم وهو الأهم يتمثل في المقاومة الثقافية التي حاربت إلى حد كبير الغزو الفكري الفرنسي، أما النوع الثاني فهو مجرد  مجموعة أمراء يحاولون الدفاع عن إماراتهم وحوزتهم بصفة عامة وليس لهم وعي وطني حول الدولة الوطنية  التي لم يبدأ تشكلها إلا مع بداية الستينيات ومغادرة المستعمر شكليا، ومنه تكون تلك المقاومة المزعومة لا تتعدي مجموعة رجال يحاولون الإبقاء على سلطتهم الظالمة.
على الرغم من هذا كله فإنه تنبغي الإشادة بالدور البارز الذي اضطلعت به شريحة مهمة من المجتمع الموريتاني تعرف محليا ب (لمعلمين) على القيمة المضافة التي وفرت لهذا المجتمع منذ تلك الفترة إلى الآن، فإبان الصراع المسلح الذي ووجه به المستعمر كان لمعلم (الصانع التقليدي) الممون الأول بالأسلحة التقليدية التي لولاها لكان أولائك الأمراء تساقطوا صرعى في أيامهم الأول ومع ذلك لم يجنوا من ذلك الا الإهانة والجحود وتلفيق الأقاويل وإعطائها صبغة دينية من خلال الزوايا الذين كانوا يحاولون شراء أعراضهم من الأمراء الظالمين.
حول هذا الموضوع احتضن المركز الثقافي المصري يوم الخميس 13\12\2012 محاضرة بعنوان " دور الصناع التقليديين في مقاومة الاستعمار" وأذكر أني كنت أقرأ لافتة إعلان المحاضرة فمر  رجل وأفرج عن ابتسامة ساخرة وقال بعدها، أي دور غير " أكل الرأس"؟، استغربت من هذا الرجل ، قلت له هل تعرف بم حارب من تصفهم برجال المقاومة الاستعمار؟، قال نعم، بالمدافع، ومن صنعهم ،قال لمعلمين، فماذا تسمي ذلك، فبهت الذي كفر، هذا مثال بسيط على الحاجة الماسة لتغيير عقلية المواطن العادي الذي يعيش على أفكار بالية متوارثة منذ القدم، المحاضرة تناولت عدة نقاط أهمها التجاهل الثقافي للنشاطات التي أنتجتها هذه الشريحة إذ لم تجد من يمتدحها مثلا حتى يكون ذلك شاهدا على دورها الريادي، كما أن تاريخ هذه الشريحة لا يزال طي النسيان، و ينبغي حسب أحد المحاضرين أن يقام بدراسات وافية شاملة عن دور الصناعة التقليدية  وما ترتب عنه من نتائج مشهودة كأن يطرح السؤال مثلا، كيف جاء الصانع التقليدي بهذه الآلات وكيفية ابتكاره لبعض الرسوم المعبرة على الآلات التقليدية، قبل أن يشر إلى الدور الاقتصادي الهام الذي تقوم به هذه الفئة من الشعب خاصة عبر القطاع السياحي الذي يوفر مداخيل هامة لميزانية الدولة، محاضر آخر ركز على أهمية الصناعة التقليدية واعتبارها عملا شريفا مارسه الأنبياء والرسل فنوح كان نجارا ، وداود كان حدادا، وركز كذلك على ضرورية إيلاء الأهمية الكافية لهذا القطاع خاصة في عصرنا الحالي الذي صارت الأسواق مفتوحة لكل المنتجات الخارجية المتميزة بتنافسيتها الشديدة، العنف "الإجتماعي" الممارس على هذه الشريحة حظي هو الآخر بجانبه من التنديد وأشد أنواعه العنف اللفظي والمعنوي الذي يعمل على تثبيط الروح الإنتاجية ل (لمعلم) وإشعاره بدونيته بدل تشجيعه وحثه على مواصلة جهوده، وقد حول المجتمع كلمة (معلم) إلى نكاية وسخرية من الصانع التقليدي في تكريس واضح للظلم الاجتماعي إضافة إلى أوصاف أخرى نهي عنها الدين الإسلامي الحنيف الذي ينبغي أن يكون المظلة التي تجمع المجتمع ككل.
الجانب السياسي لم يكن غائبا هو الآخر، فقد ألقى المحاضر باللوم على الشريحة نفسها مذكرا بأن "الحقوق لا تعطي بل تنتزع" وعليه على "لمعلمين" أن يطالبوا بحقوقهم السياسية المتمثلة في تمثيلهم في المشهد السياسي المغيبين عنه بفعل فاعل أو بفعلهم هم حسب المحاضر، وعلى الدولة من ناحية أخري أن توليهم أهمية سياسية تتمثل في إشراكهم في تسيير شؤون البلد، ولن يعدمها من يستحق ذلك وهم كثير، وطالب المحاضر كذلك بإدراج قضايا الصناعة التقليدية في المناهج التربوية كإسهام منها للتحسيس بالدور البارز الذي حققته، قبل أن يطالب وسائل الإعلام بلعب دورها في توجيه  وتنوير الرأي العام في هذا الخصوص، ولم ينس دور المثقفين المخلصين لوطنهم حيث طالب منهم المزيد من العمل على إبراز الوجه الناصع لهذه الشريحة ،ليختم بمطالبة شريحة " لمعلمين " نفسها بعدم الخجل من هذه التسمية  بل عليهم الاعتزاز بأنفسهم حتى يحترمهم الآخرين وعليهم كذلك العمل على تغيير الصورة النمطية التي يحملها المجتمع عنهم وذلك عبر النضال والحوار الفكري الجاد بعيدا عن التشدد والتطرف.
لكن المجتمع الموريتاني الضارب في التخلف والجهل لن يعدم وسيلة لزيادة الضغط الفكري والنفسي على هذه الشريحة التي بدأت تعلى صوتها مطالبة بحقها باعتبارها مكون لا غنى عنه في المجتمع الموريتاني تاريخيا وحاضرا، وعليه تجب مواجهة كل تلك التحديات التي سيحاول المجتمع لا محالة وضعها في طريق مطالبة هذه الفئة بحقوقها.           

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان




الديباجة
لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.
ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.
ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم.
ولما كان من الجوهري تعزيز تنمية العلاقات الودية بين الدول،
ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها.
ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد.
فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها.
المادة 1.
    يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء.
المادة 2.
    لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.
المادة 3.
    لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
المادة 4.
    لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما.
المادة 5.
    لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة.
المادة 6.
    لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية.
المادة 7.
    كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا.
المادة 8.
    لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق الأساسية التي يمنحها له القانون.
المادة 9.
    لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً.
المادة 10.
    لكل إنسان الحق، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة نظراً عادلاً علنياً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه.
المادة 11.
    ( 1 ) كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئاً إلى أن تثبت إدانته قانوناً بمحاكمة علنية تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
    ( 2 ) لا يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو الامتناع عن أداة عمل إلا إذا كان ذلك يعتبر جرماً وفقاً للقانون الوطني أو الدولي وقت الارتكاب، كذلك لا توقع عليه عقوبة أشد من تلك التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب الجريمة.
المادة 12.
    لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات.
المادة 13.
    ( 1 ) لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة.
    ( 2 ) يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه.
المادة 14.
    ( 1 ) لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد.
    ( 2 ) لا ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو لأعمال تناقض أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
المادة 15.
    ( 1 ) لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
    ( 2 ) لا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفاً أو إنكار حقه في تغييرها.
المادة 16.
    ( 1 ) للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله.
    ( 2 ) لا يبرم عقد الزواج إلا برضى الطرفين الراغبين في الزواج رضى كاملاً لا إكراه فيه.
    ( 3 ) الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة.
المادة 17.
    ( 1 ) لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره.
    ( 2 ) لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً.
المادة 18.
    لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
المادة 19.
    لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
المادة 20.
    ( 1 ) لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية.
    ( 2 ) لا يجوز إرغام أحد على الانضمام إلى جمعية ما.
المادة 21.
    ( 1 ) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً.
    ( 2 ) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد.
    ( 3 ) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.
المادة 22.
    لكل شخص بصفته عضواً في المجتمع الحق في الضمانة الاجتماعية وفي أن تحقق بوساطة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظم كل دولة ومواردها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي لاغنى عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته.
المادة 23.
    ( 1 ) لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة.
    ( 2 ) لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل.
    ( 3 ) لكل فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان تضاف إليه، عند اللزوم، وسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
    ( 4 ) لكل شخص الحق في أن ينشئ وينضم إلى نقابات حماية لمصلحته
المادة 24.
    لكل شخص الحق في الراحة، وفي أوقات الفراغ، ولاسيما في تحديد معقول لساعات العمل وفي عطلات دورية بأجر.
المادة 25.
    ( 1 ) لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته.
    ( 2 ) للأمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين، وينعم كل الأطفال بنفس الحماية الاجتماعية سواء أكانت ولادتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية.
المادة 26.
    ( 1 ) لكل شخص الحق في التعلم، ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان، وأن يكون التعليم الأولي إلزامياً وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني، وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة.
    ( 2 ) يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً، وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلى زيادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام.
    ( 3 ) للآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم.
المادة 27.
    ( 1 ) لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكاً حراً في حياة المجتمع الثقافي وفي الاستمتاع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي والاستفادة من نتائجه.
    ( 2 ) لكل فرد الحق في حماية المصالح الأدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمي أو الأدبي أو الفني.
المادة 28.
    لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تحققاً تاما.
المادة 29.
    ( 1 ) على كل فرد واجبات نحو المجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نمواً حراُ كاملاً.
    ( 2 ) يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي.
    ( 3 ) لا يصح بحال من الأحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
المادة 30.
    ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.
 الاعلان العالمي لحقوق الانسان

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

الإسترقاق والانقلاب من منظور حكومة الدمى


على طول الفترة الماضية من عمرها لم تستطع الدولة الموريتانية تجاوز عدة عقبات سياسية واجتماعية كانت هي المرتكز الأساس في بقائها ضمن قاع الدول المصنفة أقل فقرا والأكثر فسادا، إذ يتفق الكثير من الخبراء والمتخصصين أن مشكلة موريتانيا لا تتعلق بمقدراتها الاقتصادية بقدر ما تتعلق بعقليات ومسلكيات إدارييها المتخلفين في الغالب والمفتقرين إلى أدنى أبجديات الإدارة، و بالعودة إلى مسببات حالتنا الراهنة يحيلنا ذلك لمشروعي القانونين الذين صادق عليها مجلس الوزراء يوم الخميس التاسع والعشرين من نوفمبر ، إذ جاء في بيانه الأسبوعي ما يلي << درس المجلس وصادق علي مشاريع القوانين التالية مشروع قانون يقضي بمعاقبة جرائم الاسترقاق والتعذيب بوصفها جرائم ضد الإنسانية، مشروع قانون يقضي بعقاب جرائم الانقلابات و غيرها من أشكال تغيير السلطة المنافي للدستور بصفتها جرائم ضد أمن الدولة >>.
بخصوص مشروع القانون الأول المتعلق بالاسترقاق نذكر هنا أن المسألة ليست سن مشاريع وغيرها ففي زمن الرئيس الانقلابي الأسبق محمد خونة ولد هيداله سنت قوانين جرمت على إثرها الممارسات الإسترقاقية وقد جند لذلك الكثير من الوسائل بما في ذلك مجموعة من "العلماء" إلا أن تلك المحاولة فشلت فشلا ذريعا بسبب أنها لم تكن عن قناعة بضرورة معالجة سلوك لا إنساني ومنافي للعقل والدين  إنما لحاجة في نفس يعقوب، لتجرم هذه الظاهرة أيضا في فترة الرئيس الانقلابي السابق معاوية ولد الطابع إلا أن ذلك التجريم ظل حبرا على ورق ساعد في ذلك اعتماد ذلك النظام الدكتاتوري على زعماء القبائل التقليديين لتدعيم بقائه  ومن المعروف أنهم الممارس الرئيس لهذه الظاهرة البغيضة، ولم يشذ الرئيس السابق السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله المدعوم من العسكر عن هذه القاعدة الصورية فقد شرع وجرم وكان هو أول من أعاد المبعدين الموريتانيين في الدول المجاورة لتكون القوى التقليدية كذلك بالمرصاد لكل هذه المحاولات،  على الرغم من أن  الدستور الموريتاني وفي مادته الأولى قد ساوى بين جميع المواطنين حيث جاء فيها <<....... تضمن الجمهورية لكافة المواطنين المساواة أمام القانون دون تمييز في الأصل والعرق والجنس والمكانة الاجتماعية......>>،  إلا أننا وكما تعودنا في موريتانيا ليس هناك أي قيمة للدستور ولا للقانون بل القرار هنا للقوة المادية والقبلية.
منذ بداية ظهور الحركات التي تتبنى من شعار محاربة العبودية مبدأ لها ظهر إلى العلن الموقف الحقيقي للمجتمع الموريتاني" التقليدي" من هذه الظاهرة ، ويتبين من خلال نقاش هذا الموضوع أن الكثير من الناس يعتقد بأحقيته في ممارسة هذه الظاهرة مستدلا على ذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية يتضح لك أنه في الغالب لا يفهم معناها أصلا ولم يسأل عنه حتى يتبين له الحق من الباطل في هذا الشأن أو سبق أن فسر له بالطريقة التي جعلته يتمسك بموقفه، إذن المشكلة هنا فقهية بالأساس، و يفترض بالدولة إذا كانت جادة في مكافحة الظاهرة أن تجتمع بالفقهاء " المؤتمرين بأمرها"  وبالخارجين على أمرها وتطلب منهم إيضاح الموقف الفقهي الحقيقي من المسألة حتى يزول اللبس،  ولكن نتيجة لما ذكرنا سابقا تبقى القضية بأيدي القوى التقليدية المزود الأساسي لهذه الأنظمة بأسباب بقائها ولن تكون جادة في الضغط عليها مطلقا، ويرى العديد من المهتمين بهذا الشأن أن كل هذه السياسات ومشاريع القوانين  لن تجدي نفعا ما لم تدعم بآليات رادعة وصارمة في نفس الوقت بما في ذلك الجانب الفقهي، وإذا لم يكن كذلك فإن ظاهرة الاسترقاق المقيتة ستستمر بالوجود وليس مخلفاتها كما درجت العادة على تسميتها من قبل الأنظمة  المتعاقبة المناقضة لنفسها ومن جانب الغوغاء الداعمة لها التي تكرر نفس الخطاب الذي تسمعه منها.
المسألة الثانية في هذا الإطار هي تجريم الإنقلابات واعتبارها وسيلة غير قانونية للوصول للسلطة، فهذه النقطة على إيجابيتها إلا أنها مثيرة للسخرية ، ويتضح هنا أن النظام القائم لا يزال يخشى من تهديد انقلابي  على الرغم من الولاء الظاهر الذي يبديه قادة الأجهزة الأمنية و الأفرع العسكرية المختلفة ، فمن غير المنطق أن نقول أن هذا الإجراء موجه للمعارضة التي ليست لها الوسيلة لهكذا أعمال على الرغم من تاريخ بعضها في دعمه ، المثير للسخرية هنا أن رئيسا قام بانقلابين متتاليين كان ثانيهما على سلطة منتخبة نوعا ما أن يجرم الإنقلابات ويدعي بعد ذلك أنه جاء وفق انتخابات نزيهة في حين  يعلم الكل أنها مزورة أيما تزوير.
 المشكلة هنا ليست في تجريم الاسترقاق من عدمه ولا في تجريم الإنقلابات باعتبارها وسيلة للوصول للسلطة إنما المشكلة في تغيير عقليات الموريتانيين الدينية في ما يتعلق بظاهرة الاسترقاق والمدنية في ما يتعلق في كيفية الوصول للسلطة ، فمن منا يذكر أي طريقة للوصول للحكم غير الانقلابات باستثناء بعض المسرحيات الهزلية  وبذلك تكون ثقافة عند كل الطامعين في الكرسي "الغالي"، وعلى العموم يبقى مشروعي القانونين إيجابيين كسابقيهما من المشاريع ورقيا وبلا فائدة على الصعيد العملي ما لم يرفقا بآلية لتطبيقهما. 

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'