الأحد، 8 أبريل 2012

إفرح يا جنرال ..احزن يا جنرال!



أهدت منظمة دول غرب إفريقيا أكبر خدمة يمكن ان تقدم لأي جنرال انقلابي في هذه المنطقة سبق له الاستيلاء علي السلطة في هذا الجزء  من  افريقيا التي تشهد الكثير من الاضطرابات العسكرية في هذه الفترة متمثلة في الحركة التي قام بها الازواديين وكذا النشاط المتنامي الذي تقوم به القاعدة في الصحراء الممتدة من موريتانيا إلي النيجر.
تعتبر العقوبات القاسية التي فرضتها الدول الغرب افريقية علي الانقلابيين في باماكو نقطة قوة سيسعد الجنرال في استغلالها حال ما يكون مضطرا إلي ذالك في المستقبل علي الرغم من كون موريتانيا ليست عضوا في هذه المنظمة الا ان النجاح الذي حققته ضد انقلابيي مالي قد يسيل لعاب نظام نواكشوط للانضمام اليها بهدف منع أي حركة انقلابية ضده اذا ما حدثت مستقبلا، وقد اعلنت الحكومة الموريتانية رفضها للإنقلاب الذي قيم به في مارس الماضي وحرصها علي اعادة النظام الدستوري إلي مالي وهي التي اجرت تعديلات علي بعض المواد الدستورية من بينها مادة تجرم الانقلابات وتمنع أي وصول إلي السلطة بغير صناديق الاقتراع.
ويعتبر هذا النصر الذي تحقق لصالح النظام الدستوري في مالي مصدر ارتياح كبير لدي النظام الموريتاني، إلا انه من ناحية اخري اسفر عن ظهور جار لم تتضح ملامحه لحد الآن ويبدو للوهلة الاولي ان للقاعدة مساهمة قوية في ظهوره وهو مالم يكن محببا عند حكومة موريتانيا التي تحارب القاعدة بشدة ، وقد حرك الظهور القوي لها (أي القاعدة) في غاو مخاوف موريتانيا تمثل ذالك في ارسال قوات إلي الحدود الشرقية للتصدي لاي عمل قد ينجم عن هذا النشاط الجديد.
وإذا ما عدنا إلي ظهور الدولة الازوادية في الشمال المالي وموقف الحكومة الموريتانية الرافض لهذا الاستقلال من طرف واحد علي الاقل فان ذالك قد يكون راجع إلي الظهور العلني للقاعدة وتلاشي الحلم الذي ربما يكون قد بني علي هذه الدولة التي كان من الممكن دعمها سواء من طرف موريتانيا او من طرف دول غربية أخري، أو ربما هي لعبة سياسية ينتهجها النظام بهدف التمويه علي الدعم الذي يذهب اغلب المتابعين لهذا الشأن أن موريتانيا تقدمه للطوارق وهم الذين يمكن ان يقضوا علي القاعدة التي تتخذ من أراضيهم ملجأ لها.
علي العموم افرح يا جنرال فان الانقلاب مهما كان مبرره حتي ولو كان حركة تمرد  لم يعد سهل الحدوث في افريقيا فالدول الغربية والافريقية ستقف له بالمرصاد، واحزن يا جنرال فان السياسة الغير محسوبة العواقب التي دعم الطوارق علي اثرها ولدت قوة هائلة للقاعدة سيكون من الصعب القضاء عليها مستقبلا في ظل الصراع الطوارقي والمالي الذي لا شك سيمتد تاثيره الي موريتانيا ان عاجلا او آجلا.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'