السبت، 22 أكتوبر 2016

قصة قصيرة : لَسْتَ رَجُلاً


   
في تلك اللحظة الهادئة، اجتاحني ذلك الشعور المفاجئ، لم تكن لحظة مناسبة شيئا ما ، كانت مليئة بالتأمل ، لحظة لا وعي، سبات عميق ، شعور لا إرادي مبهر، كنت استحضر لحظات حاسمة مررت بها إبان تجربة فاشلة ،قاسية،لا أعرف كيف اقتحم ذلك الشعور المقيت سكوني النادر ذاك و في فترة خواء شعوري فريدة.
 استجمعت كل قواي العاطفية و كلماتي اللطيفة، الساحرة، رتبتها في ذهني بعناية، أنتظر اللحظة المناسبة لانقض عليها في وقت لا تملك فيها مناعة ضد شعوري الجارف، لكن تلك اللحظة لم تحن، على الأقل في ذلك التوقيت المشهود، أو ربما لم أجد القوة الكافية. لقد قال زميلي إني أضعف في اللحظات المناسبة دائما، وهكذا تفوتني الفرصة باستمرار، لقد قال لي ذات مرة ، أنت مستودع الكلمات العاطفية لأنك لا تقدر على البوح بها أبدا، لقد جرحني بعمق  في رجولتي، في كرامتي كعاشق.
 قررت أن أدخل في تلك العملية الانتحارية اللطيفة، انتظرت كالعادة على قارعة الطريق الأبدي الاعتيادي، مركزا على الاتجاه الذي سيطلع منه البدر، إنه بدر الصباح الباكر، المارة يرمقونني بنظرات باردة وغريبة، قلت في نفسي لعلهم لاحظوا وجودي في هذا المكان باستمرار، تجاهلتهم وركزت ناظري في اتجاه الشروق بثبات لا يلين، أكاد لا ترمش عيناي، لقد حزمت أمري ، سأمطرها بمكنونات قلبي التي باتت تأرقنى.
 في لحظة سهو لا إرادية، مر بي طيف عطرها الأخاذ، لقد تعودت عليه من كثرة ما لحقتها من مكان إلى آخر و بصمت قاسي مرْ.
 في تلك اللحظة بدأتْ جينات رجولتي في فوران شديد، ألحق بها؟ ستصدني، أأقول لها ؟ ستتجاهلني، ماذا أصنع؟ ، ضاعت في زحام بشري هادر ، لم أتبينها، لقد تاهت وتاه أملي، لقد فشلت، وعاودتني عبارات صديقي الحميم، أنت فاشل من هذه الناحية، قلبت هذه الكلمات في رأسي مئات المرات، عزمت على إثبات العكس في أول فرصة سانحة.
 في اليوم الموالي، وقفت في نفس المكان ، نفس المارة ونفس النظرات المستفسرة، وبعد برهة يغمرني ذلك الطيف الجميل، تنحنحت قليلا ، أستعد للكلام، لم تلتفت وكأنها لم تسمع صوتي على الرغم من قربها، قلت في نفسي لعلها لا تريدني، ويجب ألا أعرض نفسي للمهانة، كانت قد ابتعدت عدة أمتار، لم أجد نفسي إلا وأنا اندفع خلفها بعنف شديد، وقلت لها جملة واحدة، سيدتي ما اسمك ؟! هكذا دون مقدمات، أجابتني ، نعم !؟، شعرت بضعف لا يوصف، قلت مكررا : ما اسمك؟، ماذا تريد من إسمي؟، وابتسامة تعلو محياها البهي، لا فقط أراك كل يوم وأحببت أن أتعرف عليك، قالت بسرعة خاطفة، أعرف!، تعرفين!، تعرفين ماذا ؟ لا شيء، إسمي زينب، هل أعرف المناسبة؟ عقد لساني ولم اعرف بم أجيب ولا بم أمهد لكلامي، فقط اندفعت بفعل الهيجان الذي خلفه لدي كلامها، أنا أحبك، أحبك منذ بدأت تسلكين ذلك الطريق المرسوم في ذهنك بدقة متناهية ، أقصد في ذهني، الطريق من حيث يبدأ من طرف حيكم الجميل، انتهاءً بهذا المكان حيث سينتهي تعبي ،هذا ما يخبرني به شعوري، أنتِ من الآن من نصيب قلبي، هذه مفاجأة لك صحيح، ولكنني تعبت من الانتظار.

 نظرت إلي بعينين باردتين زائغتين وقالت بهدوء مريع، أعرف. قلت بنفاد صبر تعرفين ماذا؟ قالت : أعرف أنك لست رجلا هكذا استنتجت منذ اللحظة الأولى و أنا لا أحب الرجال غير القاطعين، وغابت في بحر بشر متلاطم، وبقيت غارقا في ذهول أشبه بالجنون.

السبت، 8 أكتوبر 2016

قصة قصيرة: السالك ولد خطري





* أي تشابه في الأسماء فهو محض صدفة

دخلت مريم مسرعة إلى غرفة النوع، كان وجهها جميلا كالقمر ، بفعل المواد التجميلية التي غطّته بها بطريقة متناسقة بحيث يستحيل ألا يفتتن بها أي رجل تلتقيه  ثم  قالت: كل الترتيبات باتت جاهزة و أهل العريس وذويه اتصلوا علي ليخبروني أنهم في الطريق إلينا في الموضوع الذي تناقشنا فيه ليلة الجمعة الماضية لمّا كنا نقضي عطلتنا في واد الناقة، ألا تذكره؟ هيا تجهز بسرعة لكي تستقبل الضيوف الرجال في الصالون المخصص لهم وأنا سأستقبل السيدات في الصالون المخصص لهن، لكن، لحد الساعة لم يأت محمود السائق ، لقد أرسلته إلى سوق " كبتال " ليجلب لي ملحفتي من عند سمِيَّتي مريم.
أطلق محمد الأمين طلقتين في الهواء ليوقف المهربين ، لأنه تأكد أنهم ليسوا أولائك الذين يعرفهم جيدا في فيافي " أكجوجت " لطالما اتفقوا جميعا على نقطة التجمع، فليس الوقت ملائم لمثل هكذا أمور غير مبرمجة، فالتحضير للعرس في مراحله النهائية وهذا ما لم يقبل به القائد. يجب أن تكون كل الأمور مرتبة تماما، بحيث لا يتعكر صفو القائد، فهو مشغول بالتحضير لمستقبل ابنته والترتيب لزفافها مع أحد أبناء أسرة أهل الركاد ، الأسرة الغنية عن التعريف والتي تملك شركات متعددة للأشغال العامة.
دخلت عليه مريم وهو لا يزال متجهم الوجه، لم يستعد بتاتا للضيوف، قالت والهلع باد عليها: ما بالك!، ماذا تنتظر؟ الوقت يداهمنا ، أسرع. كان جوابه صادما وغير متوقع، قال وبكل لامبالاة، اهتمي أنت بالموضوع ورتبي كل شيء، أوافق على كل ما ستقومون به، تعرفين ذلك جيدا. أشعل سيجارة مالبورو واستلقى على قفاه وشرد بعيدا بعيدا جدا، يبدو حزينا أو أن هناك ما يشغله لكنه يرفض الحديث. ضربت كفيها ببعضهم البعض متحسرة ثم خرجت إلى الضيوف فالوقت لا يسمح بكثير من الجدال.
بدأت القصة التي جرت الليلة الماضية تعتمل في مخيلته من جديد، يحرك يده اليمنى  و كأنه يرى وجه يده وقفاها لأول مرة، كان كمن يحدث نفسه، كيف، لدي إبنة على وشك أن تتزوج، كيف إذا بي لا أقدر على ذلك، ما بال مريم لم تقل أي شيء، فهي تعلم ما أعانيه كل ليلة، أتراها تخونني؟ غير معقول ما يجري !، أنا لا ألبي لها رغبتها ومع ذلك لا تعترض، لا شك أن لديها ما يعوضها عن إخفاقي، يجب أن أرى ذلك بنفسي. رنّ هاتف السامسونج نوت 7 عن يمينه، ثم قال ماذا يريد هذا الغبي في هذا الوقت، ألا يعرف أنني مشغول، تَردد ، ثم بدون مقدمات، نعم ، ماذا هناك؟ من الطرف الآخر صوت مرتعش يلقي في وجهه الخبر، سيدي مجموعة من الشباب تتظاهر الآن أمام مقر المفوضية ، ماذا نفعل ؟، إنهم يحملون لافتات كتب عليها يسقط الجنرال السالك ولد خطري قائد الشرطة، يسقط  جنرال المخدرات، آسف سيدي الجنرال على هذه العبارات ولكنني أردت أن أنقل لك ما يجري بحذافيره حتى  تكون على علم تام بالموضوع، ليس هذا وحده إنهم يطالبون بإقالتك و سجنك آسف مرة أخرى يا سيدي. إسمع لا تتحركوا آنا قادم الآن.
في التاسعة و ثلاثة وعشرون دقيقة بالضبط يأتي اتصال غير متوقع، ينظر إلى الهاتف باستغراب، أهذا وقتك أنت الآخر، لطالما جلبت لي المتاعب، لا تستطيع أن تنجز أي مهمة بمفردك مع أن لديك كل الصلاحيات التي يمكن أن تحتاجها، كان يحدث نفسه فيما الهاتف يواصل الرنين. نعم محمد الأمين ماذا هناك الآن؟ قصد تلك " الآن " لأنه يعرف أن الأمر غير طبيعي، جاء الصوت من بعيد، سيدي الجنرال هناك مجموعة اشتبهنا في أمرها ، لكننا لم نستطع إمساكها، لقد اعتقدت أنها المجموعة المنتظرة، لكن يبدو الأمر غير ذلك، آلو ، آلو ..... يتقطع الصوت ثم يختفي محمد الامين من على شاشة السامسونج نوت 7 ،  الهاتف الذي تتصلون به خارج التغطية، جاء الرد واضحا جدا ، ماذا الآن أهذا وقته، يتصل بالهاتف اللاسلكي، ماذا! مغلق هو الآخر!، يرمي الهاتف بحنق فوق المقعد المجاور، أخذ الهاتف بسرعة، طرأت علي فكرة، إسمع أنت اصرف أولائك الشباب بأي شكل لا أريد لهم أثرا، لقد انشغلت قليلا و سأمر عليكم حالما أنتهي من موضوع طارئ.
أخذ يمرر إبهامه على شاشة الهاتف، يبحث عن رقم محدد، يتصل ، سلمى أنت في تفرغ زينة، جهزي الصالون أنا قادم، بعد لحظات يفتح الصالون ، رائحة عطر باريسي تستقبلك قبل أن تفتح باب تلك الشقة الموجودة في الطابق الثالث من شقق السالمية المفروشة في منطقة " أَهْ نُورْ ".
خرجت سيارة تويوتا يابانية تحمل خمسين عنصر شرطة مدججين بعدتهم القمعية، نزل القائد وبادر قائلا: اذهبوا من هنا ، لا نريد استعمال القوة الآن.
تتصل مريم، يتجاهلها المرة الأولى، تتصل مرة أخرى، يرد ، يأتيه صوت غاضب يسأل بعنف مبالغ فيه،  أين أنت؟، الضيوف يسألون عنك، ما الذي يجري؟، لم يرد، أنهى المكالمة، كم تجيد هذه الحية إفساد اللحظات المميزة، ينادي ، سلمى أين أنت ؟
يرن الهاتف من جديد، لم  يلتفت،  كم أنت مقرفة يا مريم ، يلعن في نفسه ، هذه الحية، يواصل الهاتف الرنين، يهم بقطع الإتصال، آه أنت أخيرا، جاءه صوت مبحوح ، ممزوج بهلع وخوف، سيدي لقد داهمتنا شرطة مكافحة المخدرات، عليك أن تتصرف، انتهت المكالمة فجأة يعيد الإتصال ، الهاتف مغلق، في نفس اللحظة ، اتصال آخر، يا لكم من جبناء، لا تستطيعون حل مشكلة لوحدكم، يرد دون إعطاء أي فرصة للمتصل للحديث ماهي المشكلة ، سيدي لقد فرقنا المتظاهرين بالقوة، أحدهم كسرت ذراعه، الآخر مغمى عليه و نقل الثالث إلى المستشفى و يبدو أنه.....ثم سكت.


الجمعة، 26 أغسطس 2016

رؤيتنا في حركة 25 فبراير لموريتانيا : إما أن يكون للجميع قيمة، أو لا قيمة لأحد



حركة 25 فبراير



أردنا في هذه الورقة التي كلفتنا " الكثير " أن نظهر لكم رؤيتنا لموريتانيا والتي قدم أعضاء حركة 25 فبراير  في سبيل تجسيدها على أرض الواقع الكثير من الجهد والتنكيل وتحملوا المهانة والتشكيك في نواياهم الوطنية  و تعرضوا للتشويه والإتهام بالتبعية لهذا الحزب أو ذاك.
إن الإصرار على المواقف والمبادئ التي لا تقبل إلا موريتانيا موحدة ومعترفة بحقوق جميع مواطنيها و مكوناتها الإجتماعية جعلنا نسعى على أن يعرف الجميع كيف ننظر لهم وكيف نريد موريتانيا أن تكون حاضنة للجميع، فلا تزال جهودنا – المتواضعة -  في حث الناس على المطالبة بحقوقها  من خلال التظاهر الدائم والوقوف مع من يستحق منها ذلك متواصلة وستظل كذلك ما بقي فينا من روح نضالية تسعى لأن تنغص على العسكر تسلطه علينا كموريتانيين وتسخير ثرواتنا لمصالحهم الخاصة.
إن رؤية حركة 25فبراير تتضمن تسليط الضوء على أغلب إن لم يكن كل النقاط التي تحتاج إيضاح الرؤية حولها ، ومن هنا نطالب كل من يريد معرفة أو الإطلاع على ما تتبناها الحركة من أفكار ومبادئ أن يعود لهذه الرؤية لأنها عصارة جهد جهيد حاولنا من خلالها تناول كل القضايا الوطنية.
إن هذه الرؤية تظهر موقفنا حول :
1- الحريات والحقوق الأساسية
2- التعليم والصحة
3 – العمل والعدالة الإجتماعية
4- ماهية الدولة الموريتانية والوحدة الوطنية
5- و أخيرا مفهوم السيادة الشعبية

ديباجة:
آمال تتجدد، وشعب ينهض، معلنا عن نفسه في هذا القرن بين الشعوب والأمم الناهضة، متجاوزا عقده، وإخفاقاته، متفوقا على عراقيله ومشاكله بشجاعة وعدل.
وأمام هذه  الآمال المحقة، وذلك الإعلان المشروع والطموح تأتي هذه الوثيقة معبرة عن رؤى مجموعة من الشباب استلهمت من قيم الشعب الموريتاني والإنسانية، واستوعبت تطلعات الأمة الموريتانية نحو غد مشرق، بالعدل والحرية والمعرفة والرفاهية.
إن حركة 25 فبراير التي ولدت من معاناة الشعب الموريتاني من الظلم والفساد، نمت وتخلقت ـ كذلك ـ من طموح الموريتانيين إلى دولة الكرامة والعدل والمساواة في ظل وحدة منسجمة بين كافة مكونات المجتمع، ينعم فيها كل فرد بكافة حقوقه الأساسية.
وهي ـ إذ تعلن هذه الوثيقة كمرجعية لها ـ تؤكد على تعلقها بطموحات الشعب الموريتاني، وسعيها الحثيث بالنضال الميداني السلمي على كافة الأصعدة حتى تحقيق نلك الطموحات مسترشدة بهذه الرؤية.
الإنسان الموريتاني:
إن الاستجابة لتطلعات شعبنا تمر حتما ببناء الإنسان الموريتاني، ماديا ومعنويا، إنسانيا وأخلاقيا، فهو هدف كل جهد في المجال العام، كما أنه الوسيلة له أيضا، وبترقيته إلى أعلى المستويات تكون الانجازات كبيرة.
وفي الوقت الراهن فإن الإنسان الموريتاني محطم المعنويات، لا يحصل على حقوقه الأساسية كمواطن في دولة مدنية يجب أن تكفلها له كاملة دون استثناء وذلك بسبب تجاهل الأحكام المتعاقبة له.
ومن أجل أن ينال الإنسان الموريتاني المكانة التي يستحق يتوجب أن يكون إنسانا حرا، متعلما، يحظى برعاية صحية شاملة، ويتوفر على العمل.
1ـ الحريات والحقوق الأساسية:
إن الإرادة الحرة للإنسان الموريتاني تحقق كرامته، وترفع معنوياته، وتجعله قادرا على الإنجاز، وفي هذا الإطار يجب أن يحظى بالحقوق والحريات الأساسية كحق الحياة، وحرية الاجتماع والتعبير، والانتخاب، بالإضافة إلى حقوقه وحرياته الاقتصادية والاجتماعية، ولكي ينعم الإنسان الموريتاني بتلك الحريات والحقوق بشكل حقيقي على القوانين أن لا تقف عائقا دون حصوله على تلك الحقوق، وان لا تكون أداة بيد الأنظمة للقمع.
2ـ التعليم:
يجب أن يضمن التعليم الرقي الاجتماعي للإنسان الموريتاني، ولن يتم ذلك إلا بتعليم كيفي يجمع بين التقديم المعرفي الكيفي وصهر المكونات الموريتانية في إطار المدرسة، وإنهاء الفوارق بينها، وتخريج أجيال تقتنع بضرورة الدولة الوطنية الحديثة وتشعر بالانتماء لها.
وهناك إجراءات عاجلة يتعين اتخاذها لتحقيق التعليم الذي نقصد، ومنها:
ـ إلغاء التعليم الحر.
ـ تعميم التعليم المجاني على جميع التراب الوطني.
ـ توحيد الزي المدرسي.
ـ تدريس اللغات الوطنية في المرحلة الأساسية والإعدادية، واعتمادها كتخصص ضمن التخصصات الجامعية
ـ تجهيز التلاميذ بجميع التجهيزات المدرسية اللازمة.
ـ الرفع من المستوى المعيشي والفني للكادر التعليمي: يجب أن لا تقل أجور المعلمين عن 300 ألف أوقية، كما يتعين تفعيل التكوين المستمر للمدرسين الممارسين.
3 ـ الصحة:
يجب أن يحظى الإنسان الموريتاني برعاية صحية شاملة مجانية من المولد وحتى الوفاة، ويقتضي ذلك التركي على التكوين في المجالات الصحية، ونشر البنى الصحية في كافة أرجا الوطن، وتوفير الأدوية المدعومة ومراقبتها، حظر العمل المزدوج في الطب العام والخاص على الأطباء، ورفع رواتبهم.
4ـ العمل:
يشكل العمل حقا أساسيا للمواطن يحقق من خلاله ذاته، وبالتالي على الدولة أن توفر له ظروف عمل كريمة، ويمر ذلك عبر:
ـ تخطيط التشغيل، وتوفير فرص العمل بشكل سنوي لاحتواء البطالة
ـ ضمان عقود لكل عامل موريتاني
ـ إنها كافة أشكال الاستغلال للعمال (تاشرونه)
ـ رفع الحد الأدنى للأجور ليصل على الأقل 100 ألف أوقية
الدولة الموريتانية:
تتجاوز الدولة الحديثة البنى التقليدية لما توفره من إمكانات لمواطنيها، لكن التعايش الذي تشهده موريتانيا بين البنى التقليدية كالقبيلة والبنى الحديثة كالدولة والأحزاب وغيرها معيق لتطور الدولة التي ينبغي أن تقوى مؤسساتها على حساب المؤسسات التقليدية.
ولكي نصل إلى الدولة التي يطمح لها المواطن الموريتاني ينبغي أن:
ـ تكون دولة مؤسسات: بمعنى أنها مطبوعة بطابع المؤسسية بعيدا عن الارتباط بالأفراد، وهو ما يعطي طابع الحياد والاستمرارية لكل مؤسسات الدولة.
ـ تكون دولة قانون: أي أن القانون هو الحكم بين الناس فيها، فلا يتم تجاوزه من طرف أصحاب النفوذ والسلطة، ويمثل أمامه الجميع متساوين حتى يفصل في المنازعات، في سبيل ذلك يتعين أن تكون السلطة القضائية مستقلة استقلالا حقيقيا.
ـ تكون دولة مدنية: الحكم فيها مدني مستقل عن جميع الولاءات الضيقة، ويقتصر فيها العسكر على لعب دورهم الطبيعي في الدول الحديثة، وهو حماية الحدود والدفاع.
العدالة الاجتماعية :
تحكم عقلية المجتمع الموريتاني تراتبيتان: تراتبية اجتماعية موروثة عن الأنماط التقليدية كالقبلية والعشائرية، والأخرى تراتبية مؤسسية مقتبسة من المؤسسة العسكرية، وقد انسحبت هذه التراتبيات على العقلية الموريتانية وتكرست فيها، وهو ما جعل العدالة الاجتماعية غائبة، وبالنسبة لنا فإن أي طموح لعدالة اجتماعية حقيقية يتحقق بتوزيع الثروة بشكل عادل ، والمساواة في الحصول على فرص العمل بشكل عادل ، والمساواة بين جميع المواطنين أمام القانون ، وتنفيذ مشاريع اجتماعية خاصة بمحاربة الفقر والرفع من المستوى المعيشي لذوي الدخل المحدود ، والاهتمام بالكفاءات من ذوي الدخل المحدود، وتقديمهم في فرص العمل، والتوزيع العادل للمراكز الصحية والتعليمية والتأكيد على أسبقية المناطق الأكثر فقرا وتخلفا، والقضاء على العبودية باتخاذ إجراءات عقابية رادعة لممارسيها.
الوحدة الوطنية:
من أجل دولة حقيقية وقوية يستظل بها أبناؤها ليجدوا السلام والاستقرار لا بد أن تسود الوحدة الوطنية كافة مكونات الشعب الموريتاني، وفي هذا السياق نذكر بدعائمها المتجذرة والمتمثلة في الدين والتاريخ والمصير المشترك، لكن الهزات التي تعرضت لها منذ الاستقلال زعزعتها لتمثل تهديدا مستمرا يؤرق كل الوطنيين.
ونعتقد أنه من اجل تكريس الوحدة الوطنية لا بد من :
·        الاعتراف بشكل عملي بالتعددية الثقافية الموجودة بين مكونات شعبنا: العربية والبولارية والسوننكية والولفية.
·        تسوية الإرث الإنساني السيئ (الاسترقاق، التصفيات العرقية) بصفة نهائية من خلال إجراءات عملية ملموسة.
·        تشجيع الثقافات الوطنية من خلال تحمل الدولة عبئ ذلك بإعطائها المكانة اللائقة بها من دعم وتطوير واهتمام.
·        اعتماد مبدأ المواطنة بدل الفئوية والجهوية والقبلية.
·        مكافحة وتجريم القبلية السياسية والدعاية الجهوية والخطاب العنصري.
·        فتح الفرص لكافة المواطنين دون تمييز في الجيش والوظائف الحكومية وفرص الاستثمار.
·        القيام ببرامج دعم خاصة للفئات الاجتماعية الهشة خصوصا الأرقاء السابقين.
·        تسوية مشكلة العبودية العقارية بتمليك المزارعين أراضي زراعية.


السيادة الشعبية:
لم تنعم البلاد باستقرار سياسي ولا تنمية اجتماعية منذ إعلان الدولة، بسبب سلب الشعب إرادته الحرة التي تلعب أهم دور في تحقيق ذلك، فكانت البنى التقليدية و الأحكام العسكرية تحكم قبضتها على السلطات وتخدم أجندات داخلية خصوصية وخارجية، يطغى فيها رئيس الدولة كقائد وحيد وموجه للبلد مهما كانت نتائج ذلك من انسداد يؤدي في الغالب إلى استمرار دوامة الانقلابات العسكرية.
إن إنهاء عصر الطغيان يمر حتما بتوسيع المشاركة الشعبية في الحكم عبر تكريس ديمقراطية حقيقية ، لا صورية تستجيب لمطامح شعبنا في الحرية والانعتاق وتضمن له السيادة ويتطلب ذلك جملة من الإجراءات:
ـ ردع أفراد الجيش والقوات المسلحة بصورة نهائية عن ممارسة السياسة، وحظر التدخل في شؤونها عليهم.
ـ مراجعة النظام الرئاسي بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية، وقصر مأمورياته على مأمورية واحدة، ومسئوليته والسلطة التنفيذية بشكل أكبر أمام ممثلي الشعب.
ـ مراجعة النظام الإداري والدفع به إلى نظام لا مركزي تمثيلي: مجالس محلية موسعة ومنتخبة عوضا عن الولاة والحكام ورؤساء المراكز الإدارية، وذلك لتمكين المواطنين من مشاركة فاعلة في الحكم.
ـ تمكين الموريتانيين من التحكم بثرواتهم الطبيعية وحفظها ويبدأ ذلك من خلال تأميم الشركات الأجنبية التي تسرق خيرات البلاد.
ـ تطبيق مبدأ مسؤولية الحكومة بفعالية من خلال أشكال المحاسبة والرقابة المختلفة.

حركة 25 فبراير

نواكشوط، بتاريخ: 23 فبراير 2016 

السبت، 16 يوليو 2016

الشيخ باي الذي سجن ضمير القضاء الموريتاني



الشيخ باي الذي سجن ضمير القضاء الموريتاني
 
عندما رمي مواطنون أوكرانيون نائبا  ذات مرة في حاوية للمهملات على سوء أداءه لم يزد أن خرج منها ذليلا معترفا بتقصيره ولم يسجن من فعلوا ذلك على الرغم من أن ما قاموا به لا يقارن البتة بما قام به الشيخ باي الذي عبر بطريقة مشروعة في كل الدول الديمقراطية عن رفضه لمسلسل الكذب الذي يواصل حلقاته  ولد الشيخ أسبوعيا. وإن كان كل النواب والوزراء في نظام الجنرال يستحقون أن يلقوا في القمامة هم الآخرون.

ليس هناك ظلما يضاهي الظلم الواقع عليك، وليس هناك حيفا بقدر الممارس في حقك من قبل قاضي النظام الذي حكم على ضميره بالتغييب لثلاث سنوات، أنت فقط الذي ستبقى طيلة ثلاثة سنوات حرا طليقا تحوم حول ضمائر من سجنوا جسدك لا روحك الثائرة الرافضة لكل جور وتجبر.
إن ثلاث سنوات حكما نافذا وغرامة عشرون ألف أوقية في حقك رفيقي لن تكون إلا سيفا مسلطا على رقبة النظام الجائر و قضائه الظالم، القضاء الذي يبرئ إبن رأس النظام، الجنرال الإنقلابي و هو الذي أقعد فتاة مدى  الحياة برصاصة غادرة والذي لا يدين إبن خالة رأس النظام وهو الذي أطلق رصاصة في حق بائع مسكين في مجمع تجاري ، لهو قضاء فاسد و جائر و القائمون عليه لا يستحقون إلا الرمي بالأحذية والبيض الفاسد وكل ما تبيح لك نفسك من وسائل الرفض الثورية التي تتناسب مع شخصياتهم القذرة البائسة.
إن الحكم على الشيخ باي ليس حكما عليه وحده، إنما هو حكم مسلط علينا جميعا، إنه تهديد واضح لكل من تسول له نفسه رفض مسلسل كذب – الوازر -  الذي تترى حلقاته أسبوعيا ، فارضا علينا وعليكم متابعة تلك الحلقات المملة والتي تنضح كذبا وزورا ، لكننا للأسف نتلقفها بصدر رحب إلا الشيخ باي الذي ضاق ذرعا بها و أراد أن يقول له كفي ( محمد الأمين ولد الشيخ ... وزير الكذب ، وزير الكذب).
ليستمروا في اعتقالك وحبسك وتستمر ضمائرهم المريضة في سباتها، لكن، أليس الصبح بقريب، سينبلج فجر الحرية  رغم أنف الجنرال الإنقلابي ورغم أنف حكم ولد لزغم الظالم.
#الحرية_للشخ_باي
#الحرية_لمختطفي_إيرا

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'