منذ سنوات عديدة خلت، كنت أحفر خندقا، أظنه من أجل رمي قمامة متكدسة، لم أعد أذكر السبب بالتحديد، كان رجلاً عجوزا يتصنع الحكمة واقفا بجانبي. أثناء الحفر أزلت الطبقة الأولى "يسمونها الطبقة الميتة"، ثم الطبقة الموالية، داكنة ورطبة، الطبقة الثالثة؛ لونها مختلف تماماً عن الأوليين لكنها أكثر رطوبة، رمادية مائلة إلى الحمرة حتى غدت تشبه فتى خليسا غير نقي اللون إطلاقا. قال الحكيم و هو يهز رأسه ويحولق بطريقة لم أعهدها إلا عند المُصغي لشريط " البهتان حين ينشد الراحلين سدوم و ديمي " أو مثل صديق لي اكتشفت مؤخرا أن " بتِّي" تأخذه إلى عوالم كونية أخرى ويهيم بها لحدٍ لم أعهده قبلا.
قال: أتعرف أن هذا دليلا صارخا على اختلاف ألوان البشر حيث خُلق أبونا آدم"؟ لم أزد أن هززت رأسي مع ابتسامة خفيفة احتراما للحكيم.
كان الرجل بدينا و رطبا بفعل العرق المتصبب، درجة الحرارة لا ترحم أصحاب الكتل الزائدة، لونه يشبه طبقة الأرض تلك التي في الخندق، لكن حبات سوداء متناثرة على خديه كادت تفسد منطق الحكيم في ألوان البشر، أنفه ليس طويلا جدا لكنه يتربع فوق فِيهِ بشكل غريب و خداه بالكاد تركا لأنفه الحرية في اكتساب اللازم من الأكسجين لهذه الكتلة التي يحتاج جريان الدم فيها كميات زائدة، لكنني أحسده على عينيه اللتين برزتا فجأة من وراء نظارة ال 300 مائة أوقية قديمة؛ إنهما جميلتان جدا، لولا أن اليمنى بها حَوَلٌ لا يعيبها، تماما مثل زميلي الذي كنت وشلة الثانوية نلقبه "استيپان"!
قال بثقة وصوت عالٍ يبدو متعمدا، مالذي تقرأ؟ قلت " رواية الخيميائي"! هل من مشكلة تأرقك في ذلك؟ ولم لا تقرأ القرآن أكثر فائدة دنيويا واُخرويا؟
ارتفعت جلبة في الـ " TAXI" الكل يعبر عن رأيه، الآراء كانت متضاربة لكنها في غالبها تؤيد رأيه، لم أنبس ببنت شفة، نظر فجأة من النافذة، باص يحمل على مقدمته قلب حبٍ من حديد يتوسطه لفظ الجلالة " الله"، قال انظر يجب علينا اتباع أوامر الله، لكن ذلك القلب لا شك يشبه قلب الرجل، من حديد وداكن و في مقدمة "باص نقل بضائع" لكن بالتأكيد يخلو من ذكر الله. قلت له: الله سبحانه قال على لسان رسوله ألا نتدخل في ما لا يعنينا، و أنت حشرت أنفكك المدبب الدائري فيما لا يعنيك، و إذا لم تلزم الصمت الآن فكل الطاقة التي أخزنها منذ أيام ستنفجر في أنفك ولاشك أنه سينفجر مطلقا شلال دمٍ لن يتوقف إطلاقا فهو معبأ للغاية وسيأخذ الباقي من خديك المتوردين كخدّي فتاة عشرينية في مرحلة هيجان جنسي.
أغلقت هاتفي، على الصفحة 99 من الخيميائي، أنقدْتُ السائق معدنين غير متساوييْ الحجم رُسم على أحدهما الرقم (5) و على الآخر (50)، قال راكب آخر، لننزل يا " المُفتي" إنك تتدخل في ما لا يعنيك، إسمه المُفتي.
قال: أتعرف أن هذا دليلا صارخا على اختلاف ألوان البشر حيث خُلق أبونا آدم"؟ لم أزد أن هززت رأسي مع ابتسامة خفيفة احتراما للحكيم.
كان الرجل بدينا و رطبا بفعل العرق المتصبب، درجة الحرارة لا ترحم أصحاب الكتل الزائدة، لونه يشبه طبقة الأرض تلك التي في الخندق، لكن حبات سوداء متناثرة على خديه كادت تفسد منطق الحكيم في ألوان البشر، أنفه ليس طويلا جدا لكنه يتربع فوق فِيهِ بشكل غريب و خداه بالكاد تركا لأنفه الحرية في اكتساب اللازم من الأكسجين لهذه الكتلة التي يحتاج جريان الدم فيها كميات زائدة، لكنني أحسده على عينيه اللتين برزتا فجأة من وراء نظارة ال 300 مائة أوقية قديمة؛ إنهما جميلتان جدا، لولا أن اليمنى بها حَوَلٌ لا يعيبها، تماما مثل زميلي الذي كنت وشلة الثانوية نلقبه "استيپان"!
قال بثقة وصوت عالٍ يبدو متعمدا، مالذي تقرأ؟ قلت " رواية الخيميائي"! هل من مشكلة تأرقك في ذلك؟ ولم لا تقرأ القرآن أكثر فائدة دنيويا واُخرويا؟
ارتفعت جلبة في الـ " TAXI" الكل يعبر عن رأيه، الآراء كانت متضاربة لكنها في غالبها تؤيد رأيه، لم أنبس ببنت شفة، نظر فجأة من النافذة، باص يحمل على مقدمته قلب حبٍ من حديد يتوسطه لفظ الجلالة " الله"، قال انظر يجب علينا اتباع أوامر الله، لكن ذلك القلب لا شك يشبه قلب الرجل، من حديد وداكن و في مقدمة "باص نقل بضائع" لكن بالتأكيد يخلو من ذكر الله. قلت له: الله سبحانه قال على لسان رسوله ألا نتدخل في ما لا يعنينا، و أنت حشرت أنفكك المدبب الدائري فيما لا يعنيك، و إذا لم تلزم الصمت الآن فكل الطاقة التي أخزنها منذ أيام ستنفجر في أنفك ولاشك أنه سينفجر مطلقا شلال دمٍ لن يتوقف إطلاقا فهو معبأ للغاية وسيأخذ الباقي من خديك المتوردين كخدّي فتاة عشرينية في مرحلة هيجان جنسي.
أغلقت هاتفي، على الصفحة 99 من الخيميائي، أنقدْتُ السائق معدنين غير متساوييْ الحجم رُسم على أحدهما الرقم (5) و على الآخر (50)، قال راكب آخر، لننزل يا " المُفتي" إنك تتدخل في ما لا يعنيك، إسمه المُفتي.