الثلاثاء، 3 يناير 2012

الوحدة الوطنية- الجزء 1

هذا بحث يتناول الوحدة الوطنية في موريتانيا من جوانب مختلفة سننشره في هذه المدونة علي حلقات متتالية ان شاء الله وستشمل الحلقة الأولي المقدمة و مفهوم الوحدة الوطنية

الوحدة الوطنية
المقــــــــــــــــــــــــدمة
  يتشكل النسيج الإجتماعي الموريتاني من مجموعات عرقية هي العرب (البيض والسمر) دون الخوض في ماورائيات هذه التسمية علي الرغم من الميل الواضح للفئتين الي التآلف والركون الي السلم، بالإضافة الي الزنوج الذين يتكونون من ثلاث مكونات هم البولار والوولف والسونونكي، وتعتبر المحافظة علي هذا النسيج متماسكا مهمة صعبة هذه الأيام نتيجة الإفرازات الجديدة مع التطور في التقنيات الجديدة وما يعزيه البعض الي نضوج ملاحظ  في المكونات المختلفة.
ومع كل هذه الإرهاصات الجديدة تبدو الحاجة ماسة الي اعادة النظر وتقييم مسار الوحدة الوطنية ومعرفة النواقص التي ظهر علي اثرها  هذا الحراك الجديد.      
فكثيرا ما يتم تناول موضوع الوحدة الوطنية في وقتنا الراهن و كذا في الأيام والأسابيع والأشهر الماضية،
وإذا ما نظرنا مليا فإن السياسيون هم الأكثر طرقا لهذا الباب، فاتحين المجال بذالك أمام تساؤلات مختلفة حول مدي تماسك فئات المجتمع فيما بينها، وإلي أي مستوى يمكن أن يصمد هذا التماسك؟ وهل هو مهدد؟ أم لا، وهل البلد يسير نحو مصير مجهول إذا ما عولج موضوع الوحدة الوطنية بأسرع ما يمكن ؟.
وقد تم وضع عدة اقتراحات حول سبل تدعيم الوحدة الوطنية من مختلف أقطاب الساحة السياسية ، كل يضع حسب تصوره الحلول اللازم تطبيقها للوصول إلي وطن متماسك وصلب في وجه تحديات مرتقبة في المستقبل المنظور ولعل هذا ما كان نصب اعين اللجان التي تشكلت خلال ماعرف بالحوار الوطني الذي جري في الفترة من 17 سبتمبر و 19 أكتوبر والتي جاء فيها (اتفاق الطرفان على أهمية تعزيز وتدعيم الوحدة الوطنية، انطلاقا من قيم تمليها طبيعة التعدد الثقافي لشعبنا والحق في الاختلاف، مما يتطلب، إضافة إلى توطيد اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد، تطوير وتنمية لغاتنا الوطنية. فمستقبل دولتنا ونموها المنسجم يرتبطان إلى حد كبير بالوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية. إن إرادة سياسية قوية للقضاء على مخلفات الرق ولتوفير ظروف حياتية كريمة للطبقات الأكثر هشاشة من مجتمعنا، تشكل شرطا لا غنى عنه للمحافظة على وحدة الشعب الموريتاني وتماسكه الاجتماعي).
مفهوم الوحدة الوطنية
تأخذ الوحدة الوطنية عدة مفاهيم حسب الزمان والمكان وفي إطار عرضنا سنبين وجهات نظر مختلفة لباحثين ومفكرين عرب حول المفهوم.
يعرفها محمد عمارة بأنها التآلف بين أبناء الأمة الواحدة من خلال الروابط القومية علي أساس من حقوق المواطنة التي ترفض التمييز والتفرقة بين أبناء الأمة بسبب المعتقد أواللون.  ويعرفها عبد الرحمن الكواكبي بأنها تجمع الناس علي أساس قومي بغض النظر عن الاختلاف في العقائد والمذاهب والألوان.
وفي الأخير يكون المفهوم المعتمد للوحدة الوطنية........هو :تحقيق التفاعل والتلاحم بين جميع أفراد الشعب بغض النظر عن انتماءاتهم الأيديولوجية أو الثقافية أو الدينية أو الإثنية أو اللغوية أو الطبقية أو القبلية بما يساهم في تحقيق الأهداف التالية :
1- احترام وحدة البلاد ولغتها الرسمية ( لغة الأغلبية ، وثقافتها الوطنية )  مع إعطاء العناية اللائقة للغات الوطنية الولفية والبولارية والسونونكية.
2- تحقيق الحرية والعدالة والمساواة لجميع فئات الشعب أمام القانون.
3- تحقيق التفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الشعب والنظام السياسي بما يحقق الرفاهية الاقتصادية للفرد والمجتمع.

هل يغلي المجتمع الموريتاني بصمت؟؟


 لعبت مواقع التواصل الإجتاعي تويتر و فيسبوك دورا هاما في إشعال الثورات العربية وإن كان منطلقها لم يكن عن طريق هذه المواقع، إلا أن فيسبوك يعتبر الأكثر تأثيرا نتيجة لانتشاره الواسع بين الشباب العربي العاطل في مجمله، وان لا حظ ذلك بعض السياسيين الذين فتحوا صفحات خاصة بهم لنشر وتبيان آرائهم من المواضيع التي تجري في بلدانهم كما فعل المجلس العسكري الحاكم في مصر وبعض الأحزاب السياسية المختلفة.
ولم تكن موريتانيا بعيدة عن هذه الأحداث حيث لوحظ انتشار العديد من الصفحات على فيسبوك ذات توجهات شتي تذهب في طرحها حد التطرف ويذهب البعض الآخر في مجالات أخري مغايرة كالإهتمام بالمسائل الإجتماعية ، إلا أن بعض الصفحات تناولت مواضيع معينة أو كانت في الأصل مخصصة لمواضيع بعينها ومع ذلك ظهرت صفحات أخري تنحي منحي الوسطية والإعتدال في الطرح من ناحية المواضيع التي تمس العلاقات الإجتماعية وهو ما فهمه البعض على انه ربما سكوت عن تلك المواضيع الحساسة التي يعتبر الخوض فيها من المحرمات والتي تعتبر مثيرة لحساسيات محظور نبشها، إلا انه وكنتيجة حتمية للثورات التي شهدها العالم العربي والتي كانت المواقع الإجتماعية صاحبة الدور الأبرز فيها (كما أشرت) كان لابد من انعكاس ذلك على الساحة الموريتانية وحيث انه عجز عن إحداث ذلك الأثر على الساحة السياسية يبدو انه أخذ منحي آخر إلي الناحية الإجتماعية أي العلاقة بين مكونات المجتمع الموريتاني  إذ يبدو انه نتيجة لصعوبة الرقابة على الإنترنت صارت المتنفس لما يري البعض انه شعور مكبوت داخل فئة من المجتمع الموريتاني.
 وهذا ما تجلي في ظهور مجموعات تطالب بما تري انه حق لها أو درء مخاطر تراها قادمة ويتجلي ذلك واضحا في مجموعة تعرف باسم (((قبيلة لحراطين)))، والذي يتصفح هذه المجموعة يري مجموعة من الآراء التي تتقارب في الطرح و تتنافر أحايين أخري بحيث لم يعد هناك إلا الاتهامات المتبادلة بالسعي إلي تهديد الوحدة الوطنية والتخوين وما إلي ذلك من العبارات النابية التي لا تتلاءم مع حوار عصري هادف إلي القضاء على ظاهرة معينة، وقد تتلاقى بعض الأفكار في مسائل معينة.
ويشير البعض إلي انه مادام هناك آراء تنحي منحا جديدا لم تعرفه الساحة الإجتماعية الموريتانية فإنه من الضروري البحث عن الأسباب الكامنة وراء هكذا ظاهرة دخيلة من وجهة نظر البعض ومشروعة من طرف البعض الآخر.إلا أن الخوض في هكذا مواضيع يمكن أن يحمل عدة أوجه في أن واحد أو قد يكون نتيجة لإيحات معينة يريد البعض بها جس نبض المجتمع الموريتاني لمعرفة مدي تقبله لنقاش هذه القضايا.
أولا يمكن أن يكون جزء من المجتمع الموريتاني كان مغيبا عن المشاركة في بناء الدولة الموريتانية نتيجة لإعتبارات ربما تبين عدم صحتها على الأقل بالنسبة للفئة التي رفعت شعار لا للتمييز ولا للإقصاء والمطالبة بتطبيق منهج سليم يعيد بناء أسس أو مرتكزات الدولة الموريتانية على أساس المساواة والعدالة الإجتماعية وذلك بتطبيق منهج التمييز الإيجابي الذي يستلهم دعاته المثال الأمريكي والجنوب إفريقي  والذي يرتكز على تقديم بعض المناصب الحكومية إلي الفئة المستهدفة وإدراجها ضمن المستفيدين من المشاريع التمويلية التي تمولها الحكومة ومزايا أخري تساهم في دمج المجتمع في بوتقة واحدة حتى يشعر بالتلاحم والتلاقي على أهداف واحدة وموحدة.
ثانيا أن هناك من لا يعترف أصلا بأي خلل على مستوي التركيبية الإجتماعية وير ي أن ذلك ليس إلا  بعض إرهاصات ومنزلقات التطور التي تسير علىها الدولة الموريتانية و سيحاول جاهدا عرقلة هذا النمو بأي طريقة ممكنة حتى ولو كان ذلك بالإستعانة بأيادي خارجية (متآمرة) نكاية بالانفتاح والتجربة الرائدة في المنطقة التي تقودها موريتانيا.
ثالثا أن هناك آراء تتبني طرحا تري انه هو الأفضل لموريتانيا موحدة وبعيدة عن التجاذبات الإثنية والعرقية والخوض في سجالات لا تقدم ولا تأخر، إنها تدعو إلي احتواء كل هذه النتوء التي برزت مؤخرا في جسد المجتمع  بفعل آراء متطرفة من البعض ربما تكون ناتجة عن عدم  وجود سياسة  أو إستراتيجية وطنية لتفعيل اللحمة الوطنية بين مكونات المجتمع الموريتاني، كما تدعو إلي الإعتراف ببعض الأخطاء التي قد تكون غير مقصودة في رأيها واعتبار ذلك أساسا لمنطلق جديد نحو البناء والتطوير وذلك أولي من إنكار بعض الأمور التي تعتبر تسويتها  ضرورية لبناء مجتمع متماسك .
أخيرا على الرغم من كل الاتجاهات التي ظهرت مؤخرا وبغض النظر عما تدعو إليه من آراء متطرفة كانت أو وسطية أو معتدلة فإنها تبدو متفقة على شيء واحد وهو الدعوة للحفاظ على موريتانيا متآخية ومتصالحة مع ذاتها وهو ما يدعو إلي نوع من النقد الذاتي البناء في سبيل السعي إلي تطوير هذا البلد الذي يبدو أن ثلة من الفاسدين تمسكه بقبضة من حديد- لا يعوزها سند مما يوصف بالمعارضة كلما زل لها قدم - وتسيره وفق خطة منفعية وضعها رجال الأعمال وزمرة سياسيين تحكمها المصالح الشخصية ، إلا انه إذا ظل الحال على ماهو عليه فإنه لن يبقي من موريتانيا ما يتآمرون عليه ويجنون مصالحهم من وراءه. 

حركة 25 فبراير..قراءة في الدلالات

يمر العالم العربي منذ الثورة التونسية ومن بعدها المصرية بحالة مخاض عسير لولادة ثورات مشابهة كما هو الحال في ليبيا واليمن و سوريا ودول عربية أخري لم تصل فيها الحركات الاحتجاجية الشبابية –حتى لان –مرحلة قلب نظام الحكم كما هو الحال في الأردن والمغرب والبحرين ، إلا أنها أسفرت عن تغيير بعض القوانين والتشريعات التي كانت تنظم إجراء الانتخابات حيث كانت سيطرة الحزب الواحد علي المشهد السياسي بالكامل مع استثناءات قليلة تغاضت عنها الأنظمة نفسها لإضفاء نوع من الشرعية علي الانتخابات التي تقوم بها، والتي يفوز بها الحزب الحاكم وبنسب كثيرة، هذه الانتخابات التي غالبا لا يعترف بها ممثلو المعارضة وصافينها بالصورية والمزورة ، إلا أن الأنظمة الحاكمة تتمسك بها قائلة إنها إنما جاءت لتعبر عن حب وتمسك بالرئيس ونهجه الإصلاحي ، وهذه الحالة بالضبط هي ما عاشتها موريتانيا خلال فترة طويلة من عمرها إلي أن جاءت الحركات الانقلابية التي بدأت أو تجددت سنة 2003 وإن كان البعض يبررها بسوء الأوضاع المعاشة آنئذ من انسداد في الأفق السياسي وفساد أخلاقي واقتصادي مستشري.
ونتيجة لما أسمته أحزاب المعارضة محاولة النظام لإنتاج الحالة نفسها التي أدت الي تجدد الإنقلابات سنة 2003 والثورات العربية المتلاحقة فإن الساحة الموريتانية لن تكون بمنأى عن حركة احتجاجية يراد لها أن تكون مماثلة لما حدث في تونس أو مصر، وهو ما حدث بالفعل حيث ظهرت حركة 25 فبراير تحمل نفس الشعارات والأفكار ذاتها التي رفعت في الدول التي نجحت فيها الثورة، خاصة الشعار الذي بلغ ذروته إبان الثورة المصرية الذي ينادي بإسقاط النظام برمته، إلا أن البعض لم يوافق علي هذا الطرح بدعوي عدم مماثلة الحالة الموريتانية للمصرية أو التونسية من نواحي عدة لعل أبرزها الفترة التي قضيها الرئيس المصري أو التونسي مقارنة بما قضاه الرئيس الموريتاني حتي الآن ،
إضافة الي الفرق بين الأسلوب البوليسي المتشدد في هاتين الدولتين مقارنة بموريتانيا، أضف الي ذالك الجو السياسي العام الذي يتميز بنوع من الديمقراطية والحياة السياسية النشطة مقارنة بالجمود والحزب الواحد الذي كان يطبع الجو السياسي في تلك الدول، ومن ناحية أخري تلتقي الحالة الموريتانية مع الحالة في مصر وتونس في ما يتعلق بالفساد الإقتصادي والرشوة والزبونية والجماعة المنافقة المتمصلحة - بما في ذالك رجال الأعمال- التي تشكل حلقة ضاغطة حول أي رئيس يحلم بأدنى قدر من الإصلاح .
ويري البعض أن حركة 25 فبراير ركزت أكثر علي المطالب الإجتماعية والإقتصادية خصوصا أن أغلب الشباب هم من حملة الشهادات العاطلين عن العمل، وهذا ما انتبهت له الحكومة حينما أعلن وزيرها الأول عن إجراء مسابقة تنظمها المدرسة الوطنية للإدارة وهو ما كان مرفوضا من شباب حركة 25 فبراير .
ويري البعض أن الحركة الإحتجاجية ربما تكون أكثر نشاطا علي موقع التواصل الإجتماعي (الفيسبوك) منه علي أرض الواقع إذ أنه ومنذ انطلاق الإحتجاجات لم تبلغ أعداد المحتجين العدد المشاهد علي الإنترنت، ويرجع المحتجين أنفسهم هذا الإختلاف الي امتناع البعض عن الحضور خوفا من بطش قوات الأمن وهو شيء إن ثبت إنما يدل علي غياب روح التضحية الركيزة الأساسية لتحقيق أي مطلب كان، ويبدو أن هذه المخاوف تحققت بالفعل خلال الأيام التي مثلت عز الحركة الإحتجاجية لتسفر عن جرحي ومعتقلين.ومن الملاحظ أنه لم يتم استخدام مصطلح الثورة علي الحركة الإحتجاجية وهو ما يعتبر الي حد ما فشل للمحتجين في إثبات أنفسهم كحركة احتجاجية تستحق أن تذكر بهذا الإسم ، ومن جهة مقابلة يحسب كنجاح للنظام في وأد هذه الإحتجاجات وإبقائها في مرحلة معينة، فهو (أي النظام) منذ الانطلاقة الأولي لهذه الإحتجاجات وصفها بأنها مجرد سحابة صيف سرعان ما ستزول بمرور الوقت وهو ما يعتقد أنه صحيح بحكم واقع الحركة الإحتجاجية الآن ، وهذا ما يحاول قادة الحركة الإحتجاجية إثبات عدم صحته بمواصلة النزول الي الساحة وإن بحجم أقل بكثير مما كان يحضر خلال الأيام الأولي للإحتجاجات

رأي حر

اثناء عملك اليومي تتلقي العديد من وجهات النظر المختلفة سواء كان ذالك العمل الكترونيا او في مجال العمل السياسي او اليدوي وكثيرا ما يثار في هذه اللقاءات مدي احترامك لما يصرح به محاورك ، وكمتابع لما يثار يوميا من قضايا علي الفيسبوك لفت انتباهي التحجر اللامحدود في افكار البعض حيث ليس لهم من سعة الصدر ما يتقبلون به الرأي المخالف وعلي هذا الأساس ارتأيت انشاء مدونة بعنوان الرأي الحر مفتوحة أمام كل الأراء السياسية والفكرية وكل مايدور في خلدك من مواصيع بشرط واحد وهو ان تحترم رأي الغير.

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'