الاثنين، 10 مارس 2014

ارموا أفكاركم في سلة المهملات ...أحسنْ


بنك الأفكار الشبابي- تخدم النص
هل نحن بحاجة إلى التذكير بما يعانيه الشباب الموريتاني ؟ أشك!، ومع ذلك سأذكر بعضا من تلك المآسي التي تحيطهم (تحيطنا) من كل اتجاه.
حينما أُعلن عن اللقاء أو المسرحية التي يزمع الجنرال لعب بطولتها مع مجموعة من الشباب بلا تجربة في التمثيل أو لنقل بعضهم على الأقل، ويبدو أن أمخاخهم المتصحرة هي التي حملتهم على المشاركة فيها ، حينها تكالب الكثير منهم على التسجل طمعا في جائزة ما،  وعزف آخرون استنتجوا مبشرة أنها مجرد لعبة مفضوحة يريدها النظام لغايات يدركها كل فطن.
سجل في الموقع، وستحظى بلقاء أمير المؤمنين وستلبى كل طلباتك، ذهب ، نفط ، نحاس، سمك، بنوك نعم بنوك، وربما شركات، ولابأس ببعض القنب أو الحشيش الهندي، سجل فأمير المؤمنين والمحيطين به لا يعلمون مشكلتك ولا يعلمون حتى بشيئ اسمه الشباب- فقط وقت الحاجة - لو كانوا يحسون بنا وبمشاكلنا ، لكان التعليم أفضل والصحة كذلك وووو.
الشباب الموريتاني يعاني من البطالة ومن الإهمال، أتعرفون منطق أحد أولائك الكهول الممسكين بزمام السلطة ، أقصد أولائك الديناصورات المفترسة (للمال العام)؟ منطقهم يقول مساكين أنتم ، أتتصورون أننا سنترك شبابا أغرار يسيرون هذا البلد ؟ شبابا لا يميزون بين الصالح والطالح، نعم هذا منطقهم ، فهم يحكمهم تفكير القرون الوسطى.
 لنعد إلى الموضوع، هل أنا نادم على أن الباب أغلق قبل أن أسجل، بالمناسبة هل يمكن أن يكون هذا سؤال الكثير من الشباب،؟ شيءٌ محتملٌ جداً، لكنه بالنسبة لي مسألة لا ستحق الإلتفات، أقصد التسجيل في ذلك الباب الذي سيلج منه الشباب عالم المال والأعمال، عالم الشهرة ، عالم مجالسة أمير المؤمنين ولو ليوم واحد فقط.
هل يمكن أن نتصور ولو لمرة أن أركان النظام (العسكرية وشبه العسكرية) تجهل وضعية الشباب الذي يجرجر أذنابه في الشوارع، من البطالة – ولا اعتقد ان هذا اللقاء سيحد منها- أساسا حسب أحد الوزراء فإن معدلها في حدود 10% وعلى ذلك الأساس انتفت هذه الحجة ، أي إنه لا بطالة، ورئيس (الأغنياء) يريد خبرة هؤلاء الشباب، هي فقط الكفيلة بالقضاء على العشرة بالمائة الملعونة المتبقية!
هل يعلم النظام أو هل يعلم الشباب أنفسهم عدد الخريجين الجامعيين؟، لا أظن. إنهم بالآلاف، هل تخلق ألف فرصة عمل سنويا؟. مستحيل، فاقتصاد الأسر الكبيرة غير مستعد لهكذا تبذير للأموال، لا تستغرب فالإقتصاد الموريتاني ليس إلا اقتصاد مؤسسات عائلية من بنوك وشركات تسمى على أشخاص والقاصي والداني يعلم ذلك. دعكم من كلام أحد المتقولين ، لو أنه أوجدت 90 ألف فرصة عمل لكنّا الآن في قمة الرفاه ، الحياة الكريمة، أعتقد أنه فقط ذهل أو نسي الرقم الذي يريد التعبير عنه، لاشك أنه الآن يسخر من نفسه و هو غارق في مونولوج داخي حيث يقول 90 ألف فرصة عمل يا للروعة!، الكارثة الحقيقية أن يكذب أحدهم ويصدق كذبته المقيتة.
إذا كنم حقا تريدون أفكار الشباب و مشاركة الشباب ، فلتصلحوا التعليم، الصحة وأشياء أخرى كثيرة، فلتصلحوها بشكل حقيقي ولن يتحقق ذلك بطبيعة الحال في وجود نظام عسكري يستغل أنصاف الفرص لإبقاء الشباب خانعين بل خاضعين، مقابل قناعة زائفة اسمها التغيير من الداخل، لا أعتقد أن ضحية التهمها أسد تستطيع أن تغير من طباعه المفترسة بعد أن تصير في الداخل، ستذوب، هكذا سيحدث لأفكاركم النيرة وتوصياتكم المقدسة وتجاربكم المهمة.
لما انطلق حراك 25 فبراير (وليست حركة 25 فبراير الصامدة المنافحة عن أحلام شعب تنتهك عذريته منذ سنوات طوال خلت، ولا تزال تلك الإنتهاكات مستمرة من طرف مغتصبي الأحلام المشروعة)، سعى النظام جاهدا لخلق جبهة مضادة ونجح في ذلك حيث استمال مجموعة من الشباب الذي أوحي إليهم أن شكلوا حزبا (حزب الحراك الشبابي) فشكلوه، ثم حظوا بعد ذلك بالتعيين ثم أنتم أدرى بحالهم الآن ، صراع وإقالة والنتيجة قضى النظام منهم وطره ورماهم جانبا، هذا يحيلنا مباشرة إلى مصير لقاء الشباب أنتم (الألم) محل الحديث ، الإنتخابات الرئاسية (المزورة طبعا) على الأبواب والنظام أحوج ما يكون إلى أغرار يخطب ودهم ولن يكون هذا اللقاء إلا أجمل فرصة لغسل الأدمغة والعقول والأنظمة العسكرية خبيرة في ذلك.
معاناة الشباب يا أمير المؤمنين ليست بمعزل عن معاناة شعب بأكمله، فقر، ظلم ، تهميش، وعود زائفة، وحال المجموعة التي سارت على الأقدام من ازويرات إلى نواكشوط شاهد على ذلك، وعمال الميناء مثال آخر على ذلك  وهو أكبر تعبير عن سحق الطبيقة الفقيرة من قبل رجال المال، أو لنقل من قبل دولة الظلم والتقتيل (التحالف الشيطاني بين رجال المال والسلطة).

أيها الشباب المتساقطون على قصعة أمير المؤمنين، و أظنها خاوية إلا من آلامكم وتأوهاتكم، الجنرال عزيز يدرك ما أنتم فيه من تعاسة ، وليست هكذا اجتماعات قطعا حلا للمشاكل، بل هي استيراتيجية للتشغيل على المدى القصير والمتوسط والطويل لاستيعاب الأعداد الهائلة التي تتخرج سنويا من جامعة نواكشوط ومن المعاهد الأخرى، وليس هذا النظام مؤهلا لذلك، فلتسعون إذا لإيجاد بديل يستحق أن تبكوا مشاكلم عليه، فلا تضيعوا وقتكم في الحديث للحيطان.   

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'