منذ الفتوي التي
بثتها إذاعة القرآن الكريم والرد بالنفي الذي قدمه القائمون عليها والساحة
الفيسبوكية تشهد شد وجذب حول هذا الموضوع الذي رآه البعض احتقارا لشريحة واسعة من
الشعب الموريتاني ورآه البعض الآخر بناء علي نفي الإذاعة مجرد محاولة لتفتيت
الوحدة الوطنية من قبل مجموعة من الشباب العملاء والمؤجورين، لاكن ما زاد الطين
بلة هو أن يطلع العلامة محمد الحسن ولد
الددو بعد هذه الفتوي بفترة لينفي علمه بوجود ممارسات استرقاقية في
موريتانيا وذالك علي قناة الرسالة السعودية فيما اعتبر ردا على الشيخ المغامسي حسب
البعض، إلا أن رد العلامة الددو ولد ردة فعل قوية ممن يتبنون الدفاع عن العبيد
والمطالبين بالقضاء علي العبودية بمختلف أشكالها، وقد تمثلت هذه الردود بعبارات
قوية وجارحة في بعض الأحيان وساخرة أحايين أخري من شخص في وزن العلامة الددو وصلت
إلي حد قلب صورته (تنكيسها )، ويبرر منتقدوه ذلك بوصف هذا النوع من الآراء هو الذي
كرس العبودية منذ نشأة الدولة الموريتانية الي الآن وهم يريدون قطع الطريق على هذا
النوع من الفتاوي – ان شئت –، إلا أن هذا
النوع من الانتقاد يولد ردود أشد خاصة أن البعض من الشباب ربما يمارسون نوع من
العبادة الخفية للشيخ الددو ومستعدون للتخلي عن معتقداتهم في سبيل ذالك، ويبرهن
البعض علي ذلك من موقفهم من الفقهاء الآخرين الذين وصفهم البعض ممن يدافعون عن
العلامة الددو بالكذب والنفاق فأثناء أزمة المعهد اتهم الفقيه أحمد ولد النيني
بأشنع الأوصاف ولم يتذكر مقدسوا الددو أنه فقيه وكذلك العلامة حمدا ولد التاه نال
حزه من الشتم عندما قال أن طاعة ولي الامر واجبة فلم تنتهي الحلقة حتي امتلأت
صفحات الفيسبوك بالتعاليق الجارحة وكتبت عنه مقالات في مواقع ألكترونية هاجمته ووصفته بالمتلون في آرائه ومواقفه وكذلك
الفقيه ولد حبيب الرحمن لم يسلم هو الآخر، إذن ألا تعتبر هذه الهبة التي يدافع
البعض فيها عن العلامة الددو مجرد نفاق ؟ ولم اتهموا بقية الفقهاء بتلك الاوصاف
الغير محترمة؟ أم أن للسياسة يد خفية في
هذا الأمر ؟ إذ من المعروف أن العلامة الددو ليس من جانب النظام بل طالبة بضرورة
السماح بحرية التظاهر.
ما لا يفهمه الطرفان
هو أن كل الشعب الموريتاني مسلم ويجل ويقدر العلماء أيما تقدير ، لكن بناء علي
العبودية الخفية لشيخنا العلامة والآراء المتعصبة والكلام الغير لائق من البعض
الآخر خلق جو مشحون من العبارات العنصرية المتبادلة من الجانبين متناسين أن حرية
التعبير تتيح لكل الحق في قول رأيه مادام لا يقدح ويجرح في شخص ما خصوصا بقدر
العلامة محمد الحسن ولد الددو.
إلا أن السؤال الذي يطرحه البعض بصورة مستمرة هو الرأي الفقهي والشرعي لما
يوجد في موريتانيا من العبودية أو قل مخلفات ما يوجد في موريتانيا منها ، فهناك من
يقول ما دام العلامة الددو وصف هذا العمل بأنه غير أخلاقي فلم لا يقول لنا رأي
الشرع فيه بدل أن يقول أنه ليس من المحققين في الموضوع ،فهل يعقل أنه علي هذا
القدر من المعرفة والفقه ولم يعطي هذه المسألة الشائكة القليل من وقته خصوصا أنها
تتعلق بشريعة واسعة من مواطنيه ليعم النفع ويزول اللبس.