الثورة بالمفهوم
السياسي هي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره - سواء إلى وضع أفضل أو اسوأ - باندفاع
يحركه عدم الرضا، و التطلع إلى الأفضل عن طريق وسائل مختلفة، وقد عرف العالم
العديد من الثورات في ازمنة مختلفة وبوسائل مختلفة تبعا للزمن الذي حدثت فيه، وحسب
التعريف فان الثورة تقوم اذا شعر الشعب بالضجر من الأوضاع السائدة ومن الحيف
والظلم الذي يمارس ضده، وهذا بالضبط هو ما حدى بالشعب التونسي ومن بعده المصري علي
الثورة علي الأنظمة التي كانت تحكمهم والتي اتسمت نوعا ما بالسلاسة وان شابتها بعض
اعمال العنف التي اودت بحياة مدنيين ، وحسب بعض التعاريف فان الثورة قد تتطور
لتأخذ شكل الإنقلاب الا انها في النهاية تفضي الي حال افضل من الحال السابق وهذا
ما تمثله الثورة الليبية وثورات اختلط فيها النوعين كالثورة اليمنية والسورية التي
مازالت تناضل من اجل الخروج من النفق المظلم الذي أدخلها فيه الطاغية بشار الأسد.
يقول احد النواب
المنافقون إن مايسعى اليه الشباب مجرد فتنة ومحاولة جر البلاد الي فوضي لا تحمد
عقباها وعلي الكل ان يقف لهم بالمرصاد لأن هذه الدولة التي يكافح الرئيس
لبنائها -حسب قوله- لا يجب ان تترك بين
ايدي ثلة من المراهقين المتأثرين بما حدث في بعض الدول العربية التي تمزقت شر ممزق
ولم تحصل الا علي حروب اهلية ودمارا واحكم للغرب في خيراتها ولن تقوم لها قائمة في
الأمد القريب، ايها النائب المحترم انك لا تقرأ التاريخ لانك ببساطة لا تقرأ ولا
تكتب ، فمتي كانت الثورات تعطي نتاجها في شهر او شهرين او حتي سنة او سنتين، التفت
شرقا تجد جمهورية ايران الإسلامية التي قامت فيها الثورة الإسلامية والتي اقتلعت
نظاما دكتاتوريا ظالما تمتلك الآن مقدرات
هائلة وصارت تقارع الغرب علي امتلاك تقنية نووية هي من نتاج الثورة الإيرانية ،
وانظر الي الغرب من ذالك تجد ثورة اوربا الشرقية التي حدثت في 1989 للحصول علي
انظمة تحترم الفرد وتجله وطذالك ثورة اوكرانيا المعروفة بالثورة البرتقالية سنة
2004 والتي يحاول فيها هذا الشعب الأبي التخلص من انظمة متعاقبة خلفها النظام
السوفيتي الذي حرمهم من حقوقهم المشروعة، وانظر اخيرا وليس آخر الي الثورة
الفرنسية التي حدثت سنة 1789 التي استمرت 10 سنوات لتعطي للفرنسيين نظاما جمهوريا
يعتبر اليوم قدوة في الديمقراطية واحترام
حقوق الإنسان.
ايها النواب المرجفون
هل موريتانيا تتمتع بنظام افضل من تونس او مصر وحرام ان نقول فرنسا التي يحترم
فيها الحيوان فما بالك بالإنسان؟!
طبعا الجواب بالنفي
القاطع فنظامنا يطبق ديمقراطية مفصلة علي مقاسه، ويمارس حيفا ظاهرا، فهل نحرم من
حقنا في المطالبة بثورة تقتلعه من جذوره لتعوضنا خيرا منه، نظاما يحترمنا ويساوينا
في الحقوق والواجبات و امام القضاء وفي فرص العمل ، ثم يأتي بعد ذلك المتزلفون
والخونة ليقولوا لنا انكم تهددون الوحدة الوطنية وتحاولون اثارة الفتنة بين الشعب
، ومتى كنا ننتظر ممن تهدد الثورة مصالحهم ان يقبلوها، لانها ببساطة تهدد ترفهم
وعيشهم علي رقاب الشعب المسكين.