موريتانيا، فقط أذكر
هذه الكلمة لأي كان خارج موريتانيا، ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما ، الأول منهما
ألا يعرفها ، سيهز رأسه أسفا وفي أحسن الأحوال
سيقول لك بجانب الصومال ؟ - متسائلا - ! ثانيهما أن يقول لك ، تقصد بلد الإنقلابات
!! ، نعم يا عزيزي بلد الإنقلابات منذ 1978 إلى اليوم ، دوامة لا يبدو أن لها
نهاية.
دعوني من تلك الفكاهة
التي ستطلقونها الآن ، أنتم تعرفونها ، فلا يقل لي أحدكم ، بلاد شنقيط ، بلاد
شنقيط التي تصدر المومسات إلى مملكة آل سعود ! بلاد شنقيط التي تتصدر التصنيف
العالمي حول العبودية! -كان ذلك خارج السياق لكن لابأس.
المشكلة الآن باتت
معروفة بل لنقل أنها معروفة منذ زمن، لكن أن تكون مشكلة آيلة للحل فهذا مفرح، أما
أنها مشكلة ذاهبة للتعقيد فتلك هي الكارثة، مشكلة موريتانيا الأولى ، سيطرة العسكر
على كل شيء في هذه البلاد ، وما دامت السيطرة بالقوة فحسب، فذلك أمر مقدور عليه يوما
ما، لكن أن تكون المشكلة متجذرة لدى كل فرد من أفراد الجيش، صغير الرتبة أو
كبيرها، يتساوا في ذلك المتقاعد منهم والذي لا يزال يخدم فذلك هو أعظم ما يواجهنا
، إن المشكلة بحق تختصر في عبارتين " التربية العسكرية "!!
التربية العسكرية
اليوم تعني أن العسكري و العسكري السابق، الشرطي ، الحرسي ، الدركي ، أشخاص فوق
الجميع ، بالمختصر من ليس منهم فهو حشرة ، نذل ، بل " مدني" حقير لا
قيمة له.
فأن تكون في
موريتانيا فأنت مقتنع أن العسكري:
- المهمة الرئيسية له
هي الإنقلابات العسكرية متى ما راق له
ذلك.
- غير العسكري أو ما
يسمى في أدبياتهم المدني لا قيمة له.
- العسكري له الحق
حتى ولو كان في زيه المدني أن ينغص عليك عيشتك، أن يتجاوزك حتى وأنت في المستشفى
تريد علاج إبنتك أو قريب لك.
- العسكري لا يعرف
النظام ، ولا يحترم شارات المرور .
- العسكري يمتلك
سيارته الخاصة التي لا تحمل أي أوراق رسمية ، بل حتى يصل الأمر به ألا تكون لديه
رخصة سياقة.
- أبناء العسكري
يبطشون في ممتلكات الدولة دون رقيب أو حسيب، ولكي أكون أمينا ففي هذه الصفة يشترك
معهم أبناء النافذين ورجال الأعمال.
أخيرا هناك مسائل لا
نقاش فيها ، ويجب احترامها للعسكري مهما كان، لكن ليس عليه أن يتجاوزنا ، عليه أن
يلتزم بما يفترض أنه مهمته الرئيسية ، حماية الدولة من الأخطار الخارجية أو أي خطر
يتهددها ، وساعتها سيفرض علينا جميعا احترامه وتقديره غصبا عنا.