لا تزال الفتوى التي
أطلقها العالم السعودي الذي أطل علينا عبر إذاعة القرآن الكريم التي لا شك ستتحول
إلي إذاعة محمد ولد عبد العزيز الدينية قريبا لا تزال تحدث مزيدا من التعليقات
والإنتقاد علي صفحات الفيسبوك والمواقع الألكترونية عموما علما أن بعض المواقع
التي تدعي الحرفية والإعتدال لم تغطي هذا الموضوع على الرغم من الحساسية المفرطة التي خلفها علي الساحة
الوطنية.
أفتى المغاميسي
بفتواه في إذاعتنا للقرآن الكريم ولم نسمع أي توضيح يتعلق بهذا الموضوع من القائمين
عليها فهل ياترى هم من أراد أن تطلق هذه الفتوى من منبر رسمي يفترض أن يكون مخصص
لامور دينية بحتة ويكون ذلك ردا غير مباشر علي الهبة الإجتماعية - إن شئت - علي القيم والتقاليد التي ما أنزل
الله بها من سلطان أم أنها مجرد زلة مرت دون أن يلحظها مقص الرقيب المسلط دون شك
علي كل المنابر الرسمية.
ما علينا لقد قال
المغاميسي مقولته وأراح النظام من حمل ثقيل لطالما أراد أن يصرح به وعجز عنه
العلامة حمدا ولد التاه فاستجلب أحد أهل فتاوي العصر الذين يفتون حسب
الطلب دون أدنى جهد في معرفة الحالة التي يعيشها البلد وهو ما يمكن أن يكون صب
للزيت على النار خصوصا أن الساحة المحلية تشهد حراكا مطالبا بالقضاء على هذه القيم
الفوقية والمتعالية التي تتخذ من الدين مرجعية لها.
إذن ماعجز عنه حمدا
وولد النيني وولد المرابط وكان يثقل عليهم – ربما- قاله المغاميسي ، فهل يا تري
سيكون هناك رد رسمي توضيحي على مسألة خطيرة تهدد الوحدة الوطنية و التي لطالما
أفتوا من المنابر الرسمية بضرورة الحفاظ عليها أم أن هذه الفتوى أمر عادي وغير
العادي هو ما تقوم بها الحركات المناهضة للعنصرية والعبودية وهو ما يهدد الوحدة
الوطنية بالدرجة الاولى.
مايثير السخرية هو أن
مجتمعنا كان إلي حد قريب يكاد يعتبر بلاد شنقيط مهبط الوحي وغير جائز بتاتا أن
نستقبل أو نصدق أي فتوى من أي عالم كان فنحن من يصدر الفتوي ونحن العالمون بكل شيء
فمالذي تغير الآن؟
هل هو بداية انفتاح
علي العالم الخارجي في زمن دجن فيه النظام ما استطاع من أهل الفتوي ولم يكتفي بعد،
فأراد استجلاب من هو مدجن أصلا لعه يكون أصلح وأكثر جرأة علي القضايا الحساسة التي
عجز عنها المحليين.
إننا نعاني من خلل في
المفاهيم الدينية منذ زمن بعيد، أو قل تعمد تجهيل الأجيال العديد من الأمور ذات
الصلة المباشرة بقضية العبودية في موريتانيا لم نفهم لحد الآن القصد من ذالك.
إن هذه القضية لا شط
لن تمر دون الوقوف عندها لانها جاءت في ظرفية غير ملائمة إطلاقا وهو ما يستوجب أن
يفتي علمائنا الأجلاء الموالين للسلطة خصوصا في هذه القضية لكي يزيلوا اللبس
الحاصل فهذا لم يعد زمن العودة الي الوراء ودفن الرأس في التراب والهروب إلي
الأمام ،عليي العكس من ذالك إنها لحظة حاسمة في مسيرة الدولة الموريتانية في القرن
الحادي والعشرين.
إن المغاميسي جزاه
الله خيرا- علي اعتباره مفتيا- أوضح لنا
أمورا كثيرة لطالما أنكرها العديد منا سواء كنا رسميين أو أفراد عاديين وهي وجود
العبودية في موريتانيا ، فكيف لأثريا السعودية الماجنين استجلاب العبيد من
موريتانيا للتكفير عن سيئاتهم - الكثيرة دون شك- مادام العبيد لا يوجدون ؟
إن عبيد موريتانيا أصبحوا يساوون ثمان مائة ألف أوقية في السعودية(800000)
وهو مبلغ زهيد بالنسبة للجيوب التي تنفق الملايين في فنادق نييورك ولندن وباريس
ومن ثم سيمرون في طريق عودتهم بموريتانيا للتكفير عن أعمالهم بشراء العبيد
المتوفرون بكثرة.