الخميس، 9 فبراير 2012

اللعبة الخبيثة ونظام العسكر المفسد !




يتدفق في هذه الفترة آلاف الماليين أو قل إن شئت آلاف الطوارق بسبب الحرب التي تدور رحاها في المناطق التي توجد فيها قبائل الطوارق بكثرة، المنطقة الصحراوية التي تقع علي الحدود الموريتانية الجزائرية الليبية، وفي  ما يبدو فان  القذافي الذي آذي السودان في حياته سيؤذي مالي في مماته بفعل الأسلحة التي تدفقت على الطوارق، وفي الحقيقة فان القذافي ليس الوحيد في هذا الفعل وإنما يبدو إن السياسة والمصالح تلعب دورها هي الأخرى وهذا ما لم تفهمه مالي جيدا إذ أبت أن تدفع بكامل قوتها لمحاربة القاعدة التي تتمركز في أراضيها، هذا ما دفع ــ حسب بعض المحللين ــ ببعض الدول المجاورة لان تلعب اللعبة الخبيثة التي ستضرب مالي في العمق.
إن لعبة المصالح التي تحرك أي بلد لا تعرف أي  حد، فالعدو الأول لموريتانيا الآن هو القاعدة التي تنشط في مالي وكذالك هي عدوة الدول الغربية التي تخطف رعاياها بين الفينة والأخرى وهي عدوة الجزائر  كذالك، وبما إن نظام القذافي الذي كان يبدد ثروات الليبيين علي الطوارق وبتلك الأموال كان يؤجل شرهم عن الحكومة المالية فان القذافي الآن قد زال وعلي الطوارق أن يجدوا من يحتضنهم وطبعا سيكون نظام الجنرال الإنقلابي أهلا لذلك، لجهله هو ونظامه لمصالح الموريتانيين المتواجدين في مالي وهذا ما تبين من خلال كلمة وزير خارجيته في قمة الإتحاد الإفريقي الأخيرة حين أشار إلي إن الطوارق مجموعة عرقية لها مطالب في ما يخص الهوية وهو وإن كان محق فالأمر داخلي كان يفترض الا يتدخل فيه، وحتي لو قدموا الدعم لهذه الحركات فانهم سيبادرون الي اتهامها بالتعون مع القاعدة واشياء أخري مماثلة ولكن تحت الطاولة تطبخ مواقف أخري وتتداول.
لن تستمر أي حركة انفصالية في نشاطها ما لم يكن ورائها داعم قوي بما إن الطوارق يدركون موقعهم الجغرافي المغضوب عليه من الغرب ومن نظام الجنرال الإنقلابي فإنهم سيستغلون ذلك لصالحهم مقابل دعم تقدمه لهم هذه الدول مقابل لجم القاعدة التي تمتلك امتداد وتأثيرا واسعين في سكان هذه المنطقة.
وما يعول عليه من يفترض أنهم يقفون وراء الطوارق هو إن يحصلون علي دولة مستقلة مقتطعة من الأرض المالية ستكون القاعدة الأساسية التي ستضرب منها القاعدة، إذ ستخسر منطقة ارتكازها الأولي، ما سيعود لنا كموريتانيين هو ما بدأت تجلياته في الظهور، آلاف اللاجئين وعداوة من دولة كانت بالأمس شقيقة وويلات كثيرة قد تكون مخفية ستجد طريقها للظهور بمجرد أن تجد لذلك سبيلا.
 إن موريتانيا دولة فقيرة بالمقياس العالمي( دون الخوض في التفاصيل) أو تم إفقارها، يسيرها ثلة من العسكريين الذي لا يفقهون في السياسة الدولية ولا المصالح( اللهم إن كانت مصالح شخصية) الا ما يفقه الأمي في أمور الفتوى، إن الطريقة التي تدار بها موريتانيا ستؤدي لا محالة إلي نفق مظلم، وسنجد أنفسنا ذات يوم في موقف لا نحسد عليه.             

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'