الأربعاء، 15 فبراير 2012

أي ديمقراطية وأي إصلاح يا سيادة الرئيس.؟



منذ مدة ليست بالقصيرة ونحن نشاهد العديد من المظاهرات و الإحتجاجات التي تشهدها الساحة الوطنية ، ومن الملاحظ كذالك ان هذه الإحتجاجات تعم الكثير من القطاعات وتأخذ أشكال متفاوتة، فمن قطاع التعليم بكل مستوياته العالي منها والأساسي متمثل في إضراب المعلمين  الي قطاع الصناعة متمثلا في أهم شركة مغذية للميزانية العامة هذا فضلا عن بعض التحركات التي تلاحظ علي مستوي بعض المؤسسات الصغيرة الأخري، هذا بالإضافة الي بعض الإتفاقيات الإقتصادية الضارة بالمصلحة العليا للوطن كاتفاقية الصيد التي وقعت مع الشركة الصينية والتي اعلن معظم الخبراء الإقتصاديين في البلد إضرارها بالوطن إقتصاديا علي المدي المتوسط والبعيد، وما يزيد الأمر تعقيدا هو مجموعة البرلمانيين الموالين للسلطة والذين يشكلون اغلبية تخول نظام العسكر تمرير أي قرار يريدون.
إنك إذا لقيت أحد السياسيين الموالين وطرحت عليه هذه الإشكالية أول مايقول لك إنها الديمقراطية في حلتها الذهبية في عهد مخلص الفقراء وأن ذالك دليل علي حرية الرأي والتعبير التي أنعم بها  علينا قائد الامةـــ الي الجحيم ـــ غير مدرك أن الديمقراطية تتنافي مع الحبس التحكمي والحبس علي أساس جهوي أو بصفة عامة قل اللعب بالقضاء للضغط علي أي مخالف في الرأي، وكذالك عسكرة الجامعات التي تعرف في جميع بقاع العالم علي انها هي المحرك الاول للمظاهرات المطالبة بالإصلاح وهذا ما فهمه نظام الجنرال الذي عمد الي إحاطة كل المؤسسات التعليمية بالشرطة للحيلولة دون خروج المظاهرات مع العلم ان عصا النظام التي يضرب بها تعتقل مجموعة من الطلبة الجامعية وكانت قد أفرجت عن نشطاء حركة 25 فبراير التي تقود الحركات المطالبة بالتغيير والإصلاح و إزاحة العسكريين نهائيا عن السلطة.
إن النظام العسكري الذي يحكم بواجهة مدنية متمثلة في حكومة المصالح المتخبطة في قراراتها يركز أساسا في بقائه علي المناطق الداخلية التي تتمتع بهدوء نسبي نوعا ما مقارنة بالعاصمة ويركز أكثر علي المناطق التي لا تصلها الأحداث الا بالشكل الذي يريد النظام عن طريق إذاعته الفاشلة وبناء علي ذالك لا نشهد حركة مماثلة للتي يقودها الشباب في العاصمة وما يشكل دعامة لهذا السكون إن جاز التعبير هو الوفود الحكومية التي يسيرها النظام بين الفينة والأخري للكذب المفضوح علي المواطنين بإصلاح  سرعان  ما تكشف زيفه مع مرور الوقت من خلال التعيينات المحاصصة لأشخاص كان يعتبرهم بالأمس مجموعة من المفسدين الذين سيخربون البلد ويبددون ثرواته، ليتبين لاحقا أن ذالك مجرد طريقة محبوكة للحصول علي السلطة وقتل آمال الفقراء التي لا يملكون غيرها.
إن المظاهرات التي تعم الآن أكثر من قطاع لهي مؤشر قوي علي الوهن الذي بات يطبع سلوك حكومة النظام وتخبطها، وما يقوم به من اعتقالات واختطاف للناشطين الحقوقيين والطلاب إنما هو دليل واضح علي هذا الوهن الذي نرجو أن يعمل عما قريب علي إزاحة العسكر لنرتاح من أكاذيب حكومتهم الفاشلة.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'