الجمعة، 15 فبراير 2013

الوجه الآخر للفقيه باب ولد محمد ولد معط


منذ فترة يعاني الفقيه المتخصص في أمور التركة باب ولد محمد ولد معط من بعض المشاكل الصحية ،إلا أنه في الفترة الأخيرة تفاقمت حالته الصحية لينقل إلى دكار للعلاج بعد أن لم يجد ما يعيده لحالته الصحية الطبيعية إلا أنه للأسف الشديد لم يلق العناية اللازمة ممن يفترض أنه الراعي الرسمي للدين وللعلماء وتلك نقطة سنأتي عليها في حينها، ما يهمني الآن ليس تقديم وإعادة ما تناولته المواقع الالكترونية من الحالة الصحية للفقيه وإنما مشاركتكم الشخصية الفذة للفقيه حيث ترعرعت على يديه وكان أول من أذن في أذني عند ولادتي، نعم إنه الفقيه باب ولد محمد ولد معط طريح الفراش الذي تقاعست عنه دولته والهيئات حيث يعمل.
كانت أول حروف أتعلمها في حياتي تلك التي كتبها لي الفقيه باب ولد معط ، كان ذلك في منزله الملاصق للمسجد العتيق في المدينة المسجد حيث سيأتي هو نفسه في ما بعد ليشيده على نمط البناء الحديث حيث كان يقبع تحت الرمال والإهمال الشديد، نعم إنه كان أول مدرس تعلمت على يديه ،قرأت عليه القرآن الكريم والحديث والسيرة النبوية في محظرته التي كان يخصص لها جزء من منزله ، وأذكر أنه كذلك كان يأخذنا بعد صلاة المغرب لنحيط به في المسجد ليقدم لنا أمثلة من السيرة النبوية بطريقته الفذة في التدريس حيث كان من المستحيل أن يشرح لك  دون أن تفهم وتحفظ، نعم، كان يتبل تلك الأمثلة بروحه المرحة حتى يسهل علينا حفظها وفهما، كما كان يفعل الشيء نفسه بعد صلاة الصبح في نفس المسجد، بعد تلك المرحلة تجاوزت إلى الابتدائية( المدرسة رقم واحد)  حيث كان هو يدرس هناك، إلا أنني لم أحظ بشرف تدريسه في الابتدائية إلا في السنة السادسة حيث كان يدرسنا التربية الإسلامية والرياضيات وفي بعض الأحيان مادة اللغة العربية حين كان مديرا لتلك المدرسة، بعد ذلك لم أعرف أين ذهب إلا أنني تفاجأت حين سمعته أول مرة في إذاعة موريتانيا يقدم درس التركة وليس ذلك غريبا بالطبع حين تعلم أنه كان يحتفظ بمكتبة كبيرة جدا في منزله وتراه يصطحب معه كتابا أينما ذهب خاصة عادته اليومية حين يتأبط كتابا ضحى مغادرا المدينة باتجاه غابة معروفا محليا ب (دَخْلِتْ بَابَ) مجاورة للمدينة ليخلو فيها بنفسه لقراءة تلك الكتب، ومن الأعمال التي كان يقوم بها فتحه لفصول لمحو الأمية يدرس بها الدين الإسلامي للكبار، وكان من المستحيل أن يعود للمدينة بعد أن غادرها دون أن ترى الناس تتباشر خيرا بمقدمه لأنه رجل معطاء من غير المعروف أنه رد إنسان خائبا إما بتلبية حاجته أو  بوعد يلبيه في ما بعد، نعم إنه الفقيه باب ولد محمد ولد معط، أذكر أنه أهداني مصحفا لا زلت أحتفظ به إلى حين كتابة هذه الحروف وأشياء أخرى كثيرة يضيق الوقت عن ذكرها.
سمعت الفقيه كما أشرت أول مرة عبر إذاعة نواكشوط لتتكرر تلك المرة مرات فيها بعد عبر محاضراته الرمضانية في المسجد السعودي وحلقاته الكثيرة لترجمة الحديث الشريف إلى الفرنسية عبر نفس الإذاعة ، بالإضافة إلى عمله المتواصل في الهيئات الخيرية والمجلس الإسلامي الأعلى لم يمنعه ذلك من القيام بجولات عديدة على الدول الإفريقية لتقديم الدروس هناك في مجال تخصصه "التركة" التي كان يقوم أيضا بحل العديد من قضاياها في مختلف مناطق موريتانيا، لكن وللأسف الشديد بعد أن بدأ يعاني من المشاكل الصحية التي تقعده الآن لم نرى تجاوبا من الدولة والتي يرأسها أحد الفقهاء الذين لاشك أنه جمعته به حلقات عديدة وجمعهم كذلك المجلس الإسلامي الأعلى فكيف يمكن تفسير هذا التقاعس المنكر من دولة من المفروض أنها "" الجمهورية الإسلامية الموريتانية"" عن أحد فقهائها أصحاب الشأن، ينبغي وهذا أخف الضررين بعد ما عاناه ويعانيه الفقيه باب ولد معط من إهمال أن تبادر الدولة إلى التكفل بعلاجه وأن توفر له كافة المستلزمات لذلك، لأنه ببساطة ليس رجلا عاديا بل هو أحد فقهاء هذا البلد الذي قدموا كل ما يملكون خدمة لهذا الشعب، من الطبيعي أن كل ذلك كان تأدية للرسالة المنوطة به كفقيه ولكنه يبقى أحد فقهاء هذا البلد الذين ينبغي أن تعطى لهم من الأهمية ما يتناسب مع قدرهم الديني.
أرجوا أن أكون قد ساهمت من خلال حروفي هذه في الحث على تقديم العلاج الضروري للفقيه الذي عرف لفترة طويلة على أثير إذاعة موريتانيا مدرسا ومفتيا ....إلخ من الأعمال الكثيرة التي كان ينبغي أن توليه الدولة أهمية أكبر على إثرها، شفاه الله وعافاه من كل الآلام والمحن التي ألمت وتلم به الآن ليعود سليما معافى لممارسة مهمته الفقهية خاصة التركة التي عرف كأحد أبرز الفقهاء الذين تناولوها بالشرح والتفصيل.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'