السبت، 2 يونيو 2018

تشريع النشطاء


هذه الحروف ليست موجهة لما يسمى الأحزاب البتة فهي ارتضت لنفسها منذ زمن لعب دور الكومبارس للأنظمة العسكرية المتعاقبة، إنه موجه لموجة نشطاء فيسبوك الذين يبدو أنهم ارتضوا لأنفسهم الدخول - بل تشريع - مهزلة ينظمها العسكر بخبث ظاهر، النشطاء الذين أجزم أنهم يعرفون حق المعرفة أن النظام الحاكم سيعدها على مقاسه المترهل.
إنكم بذلك تساهمون - عن وعي- في ترسيخ نظام أبعد ما يكون عن الديمقراطية و الانتخابات الحقيقية.
و إذا ارتضيتم لانفسكم لعب هذا الدور، سيكون من المخجل إذا قلتم بعد المهزلة أنه تم التلاعب بـ "الانتخابات" لأنها مسألة مفروغ منها، و لا أريد أن أقول إن نظرتكم التحليلية للساحة السياسية تنبئكم بغير ذلك، لأنه ساعتها ستبدون محلا للسخرية والتنكيت بلا حدود.
المشاركة في الانتخابات خاصة في ظل أنظمة كهذه تتطلب مجموعة معايير و ضمانات يفترض فينا كشباب إدراكها كغيرنا حول العالم، ومع مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي و قدرتنا على تعرية هذه الأنظمة ينبغي أن يكون لنا دور مختلف ليس ما انتهجتموه بطبيعة الحال، أما و أن تكون مسألة مشاركة و دخول الشباب في الحياة السياسية قد أغرتكم فعليكم إدراك أن ذلك ليس إلا ستارا زائفا يريد الفاسدون جركم به لتشاركونهم مسرحيتهم سيئة الإخراج لا محالة.
قد يكون رأي بعضكم أن هذا الموقف سلبي و لا يقدم حلولا ملموسة، لكن عليكم الثقة في أنفسكم و معرفة أن الموقف السلبي ذاته من أنظمة نتعثر في نتائج أعمالها السلبية هو حل بحد ذاته، إن هذه المشاركة لا تقل في شيء عن انضمام بعض النشطاء " لحزب الحاكم" أو أي أحد أزلامه.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'