دكتورات داعمات لمن لا باكلوريا له |
ولدت في السنة التي إنقلب فيها معاوية ولد سيداحمد الطائع على محمد
خونة ولد هيداله الذي كان قد انقلب بدوره على من سبقه وإن بطريقة مغايرة وتستمر
السلسلة في الإتجاهين، وهنا أحمد الله على أني لم أحمل ذلك الإسم الذي حمله بعض
أقراني في تلك الفترة (معاوية) وأعتبرهم الآن يحملون عارا يلازمهم دوما دون أن
يكون لهم دخلا فيه أصلا، ذلك نتيجة لعادة اللحلحة والتقرب من السلطان التي دأب
عليها غالبية الشعب الموريتاني، ولا أستغرب إن قال لي أحدهم إن هناك مواليد بأسماء
"عزيز" ، هذه اللحلة بلغت أوجها وازدهارها في بداية النهاية لحكم معاوية
وبطبيعة الحال كان الجنرال عزيز هناك ينهل من معين تلك المدرسة البغيضة حتى و إن
حاول أكثر من مرة إدعاء التبرء منها ، إلا أن السر الذي ورثناه أو ورثه أغلبنا عن الأنظمة البائدة يأبي إلا أن ينكشف، لكن
متى؟! في وقت نُدار فيه من قبل شرذمة ضباط همهم الوحيد هو التحصيل ولو على رقاب
المواطنين .
منظمات ومنتديات وجمعيات ودكاترة و أساتذة جامعيون ودكتورات وغيرهم
كثير اسْتذكرَ الأيام الخوالي، أيام كان سوق المبادرات رائجا جدا، وها هم الآن
يعودون لنفس النهج، مباردة كذا تدعم ترشح السيد الرئيس، مبادرة كذا تدعم فخامته،
وهكذا دواليك ، وللمفارقة فإننا بلد في غاية السوء اقتصاديا واجتماعيا وفي كل
النواحي، لكن من النادر أن تجد دكتورا أو دكتورة أو جمعية تطالب بتغيير هذه
الوضعية، على العكس إنهم ينتهجون التملق والتسلق من أجل المصالح الشخصية، أما
الوطن فليذهب إلى الجحيم.
ففي الوقت الذي تقاعست فيه بعض الأحزاب عن المشاركة – على الأقل في
الوقت الراهن- وانسحب أحد المترشحين ويفكر آخر في نفس الشيء، إلا أن أصحاب
المبادرات والمنظمات ووووو، في انفصال تام عن الواقع، بل هم مستمرون في مسعاهم
الوقح، وكل يوم تسمع عن مبادرة داعمة ، والغريب أن من بين الداعمين من هو في وضع
كارثيٍ ولكنه للأسف جُبل على هكذا أفعال. المثير في الأمر أننا يوميا نسمع عن
احتياطيات موريتانيا المرتفعة وأموال خزينتها المكتنزة، لكن يا ترى هل طرحنا على
أنفسنا سؤالا بسيطا جدا، كيف تعلن خزينة الجنرال عن هكذا أموال (فائض) ونحن بلا
بنية تحتية، بلا مستشفيات ، بلا طرق، وإن وجدت فهي مرقّعة بين كل مترين أو أكثر
قليلا، مدارس متهالكة، بلا مقاعد، بل بلا مدرسين في أغلب الأحيان؟، كيف يكون لدينا
هذا الكم من الأحتياطي وقيمة عملتنا في الحضيض؟ هل تسخرون منا؟، لكن لابأس، ومع
ذلك سنستمر في التصفيق والمبادرات الداعمة والمطالبة بالترشح، وفي الحقية نحن أو
على الأقل أصحاب المبادرات لا يطلبون إلا استمرار بؤسهم وفقر بلدهم وفقرهم هم قبل
ذلك.
هناك نقطة في غاية الأهمية أفردت لها هذه الفقرة ، وهي أنه من الملاحظ
غَلَبةُ عنصر الشباب على المبادرات والتجمعات الداعمة لترشح الجنرال عزيز، سواء
كانوا شبابا في مبادرات مستقلة أو شباب القبائل أو شبابا بمطامح ومطامع شتى،
والمحزن أن ترى أجيال موريتانيا المستقبل وقد بدأوا اللحلحة وليست مهزلة لقاء
الشباب ببعيدة حين قال أحدهم إنهم سيحاكمونه إذا لم يترشح ، والأكثر إيلاما هو أن
تراهم منضوون تحت التكتلات أو الولاءات القبلية الضيقة ، ولتذهب القناعات الوطنية
أدراج الرياح.لا أفتأ أطرح السوال التالي، كيف هو مستقبل موريتانيا في ضوء تصرفات
هكذا صنف من الشباب؟.
في الأخير لن يكون مستقبل موريتانيا مطلقا مع الجنرال عزيز ولا مع
جماعة الضباط أصحاب النياشين و المال والجاه، لأن همهم بكل بساطة هو ما يذهب
للحسابات الخاصة أو للجيوب (بالتعبير
البسيط) لا أكثر ولا أقل والباقي مجرد
أغاني تافهة، فبدلا من أن تطْلقون المبادرات والندوات الداعمة للجنرال يا أعزائي،
أطلقوا مبادرات من أجل موريتانيا، من أجل بناء دولة تستحقونها أكثر من غيركم ولا
تنسوا أن تأخذوا شبابكم غير الناضج معكم، ما دام لا يحسن إلا تقليدكم والركض وراء
مصالح ضيقة وضعتم له خطوطها العريضة.
صورة من مدونة تكنت |