دعوة لقتل شاب كتب مقالا اعتبر مسيئا للرسول محمد (ص)
تشهد الساحة الموريتانية غليانا منذ حوالي اسبوع نتيجة مقال لأحد الكتاب بعنوان " الدين والتدين ولمعلمين" ( لمعلمين فئة
الصناع التقليديين في موريتانيا) ، المقال الذي اعتبره البعض مسيئا للرسول محمد
(صى الله عليه وسلم) تضمن مقارنات استند
صاحبها الى كتب فقهية معتمدة ، حيث رأى أن
اعتبار وحشي قاتل حمزة ابن عبد المطلب عومل بشكل غير لاحق حينما قال له الرسول
محمد (اغرب عن وجهي) على الرغم من دخوله في الاسلام في حين عوملت هند بنت عتبة عكس
ذلك على الرغم من أنها كانت مشتركة في الجريمة بل والمخططة لها، المقال أثار
الكثير من الردود على الفيسبوك حيث طالب الكثير من النشطاء قتل صاحب المقال
المذكور قبل أن تقدم الشرطة في مدينة نواذيبو الشمالية على اعتقاله وعزمها على
تقديمه للمحاكمة بحجة الارتداد وانتهاك حد من حدود الله، مدينة انواذيبو شهدت أيضا
مظاهراة يوم الجمعة طالب فيها أحد رجال الأعمال النافذين قتل الكاتب الشاب مقابل 4
ملايين أوقية (الأوقية 333 دولار ) يدفعها ثمنا لذلك، كما شهدت العاصمة نواكشوط
مظاهرة هي الاخرى مطالبة بمعاقبة الشاب وقد طلب على اثر ذلك إمام المسجد الجامع من السلطات إنشاء هيئة للأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، يذكر أن زوجته
الشاب قد انفصلت عنه كما تبرؤ منه ذووه لنفس السبب.
وتشهد موريتانيا موجة تكفير وإخراج من الملة منذ فترة نتيجة المد
الوهابي التكفيري الذي عرفته البلاد، وتتهم الدوائر المتحفظة القوى العلمانية
والملحدين (على حد تعبيرهم ) بمحاولة تنصير المجتمع ، يذكر أنه قبل فترة أعلنت
فتاة تدعى (فاطمة بنت القاسم" لم يتم التؤكد من هويتها" ) في مقال لها
إلحادها وهو ما ولد موجة مشابهة الا أنها لم تصل لحد دفع المال مقابل قتلها كما
حدث مع الشاب " محمد الشيخ" كاتب مقال ( الدين والتدين ولمعلمين).
يذكر أن موريتانيا تشهد حراكا اجتماعيا قويا في الفترة الأخيرة يقوده
مجموعة من الفئات الإجتماعية التي تطالب بما تسميه الإنصاف ومن بين هذه الفئات،
(لَمْعَلْمِينْ: الصناع التقليديين، و " لَحْرَاطِينْ : العرب السمر ،
والزنوج)، وترى هذه الفئات أن المجتمع الموريتاني مبني على نوع من الفوقية
والطبقية والقبيلة المعضد بالدين الاسلامي وهو ما تسعى الجهات النافذة جاهدة
للإبقاء عليه يساعدها في ذلك النظام القائم المرتكز أساسا على هذه الفئات المذكورة
أعلاه، حيث صرح الوزير الأول الدكتور ملاي ولد محمد الأغظف قبل أيام لجريدة
الأهرام المصرية عن أن هذه المطالب المتزايدة لا تعدوا كونها حراك لأقليات تحرها
إسرائيل وهو ما رأت الفئات المعنية أنه ليس الا هروبا إلى الأمام ولا يسهم في حل
المشاكل الاجتماعية المتراكمة.
من ناحية أخرى يرى أصحاب الطرح المعتدل أنه يجب أن تقدم للشاب الأدلة
والبراهين على خطأ ما ذهب إليه (بالنسبة لمن يرونه أخطأ) عكس الذين طالبوا بقتله
حتى يكون عبرة للآخرين كما يقولون.