ليس هناك خلاف في أن الحروب مهما كانت مسبباتها تحصد الكثير من
الضحايا من أرواح الأبرياء وتشرد الكثير منهم كذلك، وهذا ما حدث ويحدث الآن في
مالي حيث نزح العديد من سكان المناطق الشمالية نحو الدول المجاورة خاصة موريتانيا
التي استقبلت آلاف النازحين حتى الآن، لكن من غير المقبول ولا المستساغ أن تكون هذه الحرب وسيلة يتخذ منها الجيش المالي
المدعوم فرنسيا وإفريقيا بانتهاك حقوق وأعراض المواطنين في الشمال من طوارق وفلان
وعرب وغير ذلك من القوميات القاطنة هناك، صحيح أنه من حق السلطات المالية تحرير
أراضيها من الجماعات الإرهابية المسيطرة عليها، لكن ذلك لا يعني أنه من حقها قتل
الشماليين أو ذوي البشرة الفاتحة بدم بارد.
هذه الانتهاكات الكثيرة سجلتها العديد من المنظمات الدولية وطالبت من
القوات الفرنسية والمالية الكف عن هذه العمليات والسماح لوسائل الاعلام الدولية
بالذهاب الى مناطق الحرب لكشف كل تلك العمليات، إذا ينبغي على كل صاحب ضمير حي أن
يقف ضد هذه الانتهاكات مهما كان موقفه من الحرب لأن القضية عندما تتجاوز حدها
المسموح به وتصبح قضية حقوق انسان على الجميع أن يقف يد واحدة لمنعها من الوقوع أو
على الأقل للحد منها وفضحها في وسائل الاعلام، هذه النقطة كان الزميل والمدون
والصحفي أحمد جدو سباقا اليها حين أصدر نداء في مدونته تحت عنوان نداء من أجل السلام ونبذ العنصرية ، هذه الدعوة التي يجب أن نتجاوب معها جميعا لأنها تدخل ضمن
المحافظة على السلم الأهلي ، والذي يبدو أن الفيسبوك يحمل الكثير من الدعوات
العنصرية والتحريضية التي قد تتحول لا قدر
الله الى نعرات طائفية خطيرة.
بالعودة الى الانتهاكات الحقوقية في مالي والتي أشار لها العديد
من المنظمات الدولية الحقوقية حيث جاء في موقع الصباح
أن "مراسلون بلا حدود" تطالب فرنسا ومالي بالسماحللحفيين بالتغطية بحرية، كما جاء أيضا في موقع الجزيرةنت.
إذا بعد كل هذه المطالبات التي تعالت من المنظمات الدولية
بمختلف أشكالها لا يسعنا إلا أن نرفع أصواتنا عاليا للمطالبة بوقف كل تلك الأعمال
الإجرامية التي يبدو أن للجيش المالي سابق عهد بها حيث سبق أن نفذها في التسعينات
ضد سكان هذه المنطقة إبان مطالبتهم بحقوقهم.