الأربعاء، 30 مارس 2016

إشاعةالوهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم !


يصف الروائي الإيطالي من أصل كوبي  " إيتالو كالفينو  " المحن التي تكمن بانتظار من يصلون إلى السلطة – فيقول <<  بمجرد أن يتم تتويجك ، فإن العرش هو الكرسي الذي عليك أن تظل جالسا عليه، ليل نهار ، دونما حركة. ظلت حياتك السابقة برمتها فترة انتظار لحين أن تصبح ملكا. والآن ، وقد أصبحت ملكا فما عليك إلا تولي السلطة، وما تولي السلطة إن لم يكن هو هذا الإنتظار الطويل ؟ انتظار اللحظة التي سيتم فيها الإطاحة بك ويكون عليك توديع العرش والصولجان والتاج و رأسك >> ( دليل الإستبداد والمستبدين لكل من "بروس بيونو " و " ألستر سميث " الصفحة 75- البقاء في السلطة )
من هنا بدأت التساؤلات تدور رأس الجنرال  ، كيف يحافظ على العرش على الملك الذي يعتبره إرثه من سلفه الإنقلابيين و جوابا على هذه التساؤلات استنتج " إشاعة الوهم "،
قصة الوهم قصة طريفة وجميلة. الطريف فيها أنها قصة مكشوفة من البداية، إنها عادة سلاح المفلس، لست هنا بصدد تفكيك كلمة مفلس أو إعطائها معاني متعددة ، لأنها حين تتعلق بشخص واحد تتراكم فيها كل المعاني المحتملة، بل لنقل كل المعاني التي تحمل شحنة سلبية مضاعفة،
دهس الجنرال الدستور والحقيقة أنها تركة متوارثة ولو أنه لم يتحملها لكان  " شذ " عن سابقيه– لا أطلب هنا التمعن ولا إعطاء كلمة "شذّ " معان أو مدلولات أخرى. والذي يكسب الجنرال علامة استحقاقية زيادة هو قدرته على أن يأتي بما لم يأت به سلفه ، والحقيقة أنه سنَّ لنفسه نهجا جديدا يتركز على إشاعة الوهم، والمؤسف أنه ليس وهما وانتيهنا، بل هو  وهم متجدد حسب الضرورة ، أي ضرورة.
قال الجنرال ذات لقاء لما كانت مرحلة إشاعة الوهم في بدايتها أنه " انقلب على الدستور " من أجل محاربة الفساد ، فلتحاولوا التحرر ولو قليلا  من تصريحات الجنرال المتتالية ، لنفكر قليلا  خارج القالب الذي يحاول  ولد اجاي وضعنا فيه، لنفكر ونحن نضع نصب أعيننا فضيحة شركة  " كينروستازيازت  " و المتورطين فيها ومدى قربهم من الجنرال ، ويجب ألا ننسى في خضم تفكيرنا أين كانت أجهزة الجنرال الرقابية عن أمين عام وزارة الداخلية، لن ينحصر تفكيركم أبدا في هتين القضيتين ، فإفلاس المؤسسات العامة أيضا مسألة لا تحتاج لدليل، بل إن تأخر رواتب  الأساتذة العَقْدَوِيون أيضا والذين صرف لهم  مرتب شهران من أصل أربعة أشهر  دليل آخر على إفلاس الجنرال، هل نسيتم أيضا كيف بيع " السنوسي " ؟ بالتأكيد لن تنسوا. 
افتخر الجنرال كثير بما يسميه " الإحتياطي النقدي لدي البنك المركزي "، كان ذلك في ما يسميه لقاء الشعب 2012، أي لقاء الوهم، ذلك الذي حاول جاهدا من خلاله أن يبدو علميا ومنطقيا و دقيقا عبر  أرقام قال إنها تعبر  عن حالة اقتصاد كان  ذلك اللقاء مؤشرا على بداية تدهوره (أعني الإقتصاد الوطني ) فمن ساعتها بدأت رحلة السقوط الحر لإحتياطيه الذي لم ولن ينعكس على أرض الواقع،
لقد قال  أحد بيادق الجنرال  عزيز  في أحد لقاءاته أن صفقات التراضي لم تعد موجودة ، فهل أذكركم بصفقة بناء مطار نواكشوط " المتأخر والمتعثر "  وهلم جراً،
محاولات  إشاعة الوهم كثير ة ولم تقتصر على مجال دون آخر ، لقد أوهم المواطنين - السذج - أنه سيحارب الفقر  والفساد  والمحسوبية و أشياء كثيرة ، لقد هاجم الشيوخ التقليديين – و هم جديرون بالمهاجمة – لكنه عاد لحضنهم ، هاجم التجار – وهم جديرون بالمهاجمة – وعاد لحضنهم ، لقد حاول أن ينصب نفسه الرجل المصلح وهو " المفسد " ولقد قال المهتمون ساعتها أن أي انقلابي لابد أن يحمل مشعلا مضيئا، أن يضغط على جرح معاناة الفقراء ولكن ذلك لن يفيد، لقد اتضح كل شيء ، إلا لأولئك  الذين لا يزالون غارقين في الوهم.
لقد حاول الجنرال عزيز أن يوهم حتى المراقبين الخارجيين أن المجتمع الموريتاني بنية واحدة وأنه لا توجد فيه مظالم و أن العدالة الإجتماعية هي السائدة، لكنه يناقض نفسه حين يسن قوانين لمحاربة العبودية التي يقول إنها غير موجودة ، ثم ينشئ لها وكالة تهتم ب " مخلفاتها " ويعتقل المدافعين عنها لأسباب واهية.
لقد انتقلت إشاعة الوهم من الرأس وانتقلت إلى باقي الجسم المنهك و المتعب، وبالتأكيد ستكون البداية من الرقبة لأنها مرتبطة بالرأس حيث يتم ابتلاع الأموال العمومية ، انتقلت إلى – ولد اجاي – الذي قال يوما في تعبير صارخ عن " وهمه " أثناء تعليقه على أزمة ارتفاع الأسعار أن الأسعار هي ذاتها في فرنسا وليس من حقنا الإمتعاض من ارتفاعها غير المبرر، لا تنسوا أنه وزير اقتصاد ومالية. لكنه يجهل أن موريتانيا وفرنسا ليستا موضوعا  للمقارنة مطلقا، بل تستحيل تلك المقارنة في أي حال من الأحوال.
في الفصل الرابع من الكتاب سالف الذكر   تحت عنوان – اسرق الفقراء واعط الأغنياء -  يقول المؤلف << .... لكن بمجرد أن تفرغ خزائن الشركة أو الدولة بعد إنفاق الأموال على شراء ولاء الداعمين الأساسيين أو الإحتياطيين ، تواجه المسئولين  مشكلة إعادة ملئها ، في حالة فشل القائد في العثور على مصدر  موثوق للدخل سرعان ما سيقوم غيره بعرض جوائز على داعميه أكبر من تلك التي يستطيعها القائد >>

تصبحون على ثورة 

الأحد، 20 مارس 2016

#‏الأوقية_إلى_الحضيض و #‏مغالطات ‫#‏الحفار_العار

صور من موقع البنك المركزي الموريتاني

#‏الأوقية_إلى_الحضيض
ضحك أحدهم كثيرا حين علم بانخفاض قيمة عملة بلده مقابل الدولار، لأن تحويلاته سيقابلها كم هائل من عملة بلده، طبعا هو - غبي منو وفيه - والسبب يأتي لاحقا.
تذكرت هذه المسألة في الوقت الذي يتقهقر فيه سعر صرف الأوقية مقابل الدولار.
وعادة تكتسب العملة قيمتها من قيمة اقتصاد البلد وفي الوقت الذي تعرف الدولة حالة عجز تتمثل في عدم القدرة على سداد بعض الإلتزامات فإن الأوقية ستستمر في التدهور ويستمر المغفلين في الضحك.
إذا ما كان ‫#‏الحفار_العار لا يزال على رأي القائل إن الدولة بخير فإن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع حالة الأوقية لأن ادعاءه بوجو احتياطي يعني بالضرورة عدم تدهور الأوقية ثم إن ذلك يعني أيضا استمرار ارتفاع الأسعار نظرا لتكلفة الواردات التي ستكلف الدولة مبالغ طائلة وهو ما ينذر بمستقبل قاتم فيما يتعلق بالأسعار.
إن نظام #الحفار_العار بسياساته " المصالحية " لا يرمي بتاتا الى حل مشكلة العجز إنما إلى مزيد من تكديس الأموال عبر الشركات العائلية (بمفهومها الضيق والواسع ) التي أنشئت مؤخرا والتي تستحوذ بشكل متزايد على المناقصات التي تجري وعن طريق التراضي وليس عن طريق التنافس الشريف.
‫#‏مغالطات ‫#‏الحفار_العار
عندما تبدأ الأنظمة القمعية في التقهقر تحاول التشبث بأي شيء ، تبحث عن شماعة تلقي عليها فشلها، الإجتماعي، السياسي و الإقتصادي - وهو الأهم - فتارة تكون الشماعة خارجية وتارة أخرى محلية غير مدركة أن المشكلة كامنة في ذاتها المعيبة، في رأسها الذي لا يفقه كيف يدير بيتا فكيف بدولة ؟!
لما قال الجنرال عزيز ذات يوم أن موريتانيا لديها فائضا معتبرا من العملة الصعبة يغطي 7 أشهر استيرادا (2014) هلل الكثير من المطبلين و أزلام النظام المغفلين ولم يكلفوا أنفسهم طرح أي سؤال من قبيل ، كيف نتوفر على هذا الإحتياطي في حين تعاني الأوقية آنئذ ( في تدهور الآن ) ؟ كيف ذلك ونحن نعاني عجزا في تمويل مشاريع البنية التحتية ، في التعليم ، في الصحة ؟

لكن المعنيين بذلك وأصحاب الإختصاص أيضا لم يكلفوا أنفسهم تبيان مغالطات الجنرال و تبيان تناقض تصريحاته والواقع، ذلك الواقع الذي بدى في التجلي الآن حيث الدولة تعاني عجزا مهولا حتى أنها عاجزة عن دفع رواتب موظفيها والمتعاقدين معها، ضف إلى ذلك استمرار الجنرال في تصريحاتها التي لا تجد من يبين غباءها حين يصرح في خرجاتها " الشعبوية " أن الدولة لا تعاني عجزا (تصريحه الأخير في الترحيل ) و أن ذلك مجرد كلام معارضة، أتمنى أن يركز الجميع هذه التناقضات القاتلة والمغالطات الجوهرية التي يصرح بها الجنرال باستمرار بخصوص اقتصاد البلد.

الأربعاء، 16 مارس 2016

بيان حركة 25 فبراير حول وقفة #مرجن_خاوي

محمد عبدو وتبدو الإصابة واضحة على ذراعه



أطلقت حركة 25 فبراير حملة منذ ما يناهز الأسبوع تحت شعار "#مرجن_خاوي" تناولت فيها موضوع غلاء الأسعار الذي أصبح جحيما يحترق فيه المواطنون من ذوي الدخول المحدودة، والذين يشكلون غالبية الشعب الموريتاني.

الرفيق جمال وقد كسرت ذراعه بفعل همجية الشرطة القمعية
تعرضت الحركة في هذه الحملة لكل جوانب الموضوع، وصوبت السهام إلى الجهة المسؤولة عن تفقير الموريتانيين، وفي اليوم العالمي لحماية المستهلك نظمت الحركة وقفة احتجاجية بين الإذاعة ومكتب البريد لتوصل رسالة رمزية أن معاناة الشعب قد وصلت أقصى حد لها، وهو نفس اليوم الذي خلده النظام بمشاهد فلكلورية مضحكة من قبيل تدشين رأس النظام لإعدادية من فصلين في أكثر أحياء العاصمة فقرا، ومؤتمر صحفي نفى فيه الجنرال المخرب وجود أزمة اقتصادية في البلاد، وهو أمر فندته آلاف الشكاوى التي تقدم بها ساكنة تلك الأحياء.

ومثلما اعتادت الحركة في كل أنشطتها فإن السلمية كانت سلاحها الفعال، ورغم ذلك تدخلت قوات من شرطة النظام بشكل همجي لفض الوقفة مستخدمين أقسى أنواع التعذيب والعنف غير المبرر تجاه نشطاء أتوا ليعبروا عن احتجاجهم على الأوضاع المعيشية المرهقة لكاهل المواطنين.

تم الاعتداء بعنف ووحشية على الناشط سيد الطيب ولد المجتبى بالضرب في أماكن قاتلة ليغمى عليه، وينقل للمستشفى. وتم كسر ذراع الناشط جمال ولد حمود اثر الاختطاف الذي تعرض له هو و ثلاثة نشطاء آخرين هم: محمد ول عبدو، سيد عبد الله ولد البخاري، المصطفى ولد مولود، رماهم الشرطة على مقربة من شاطئ المحيط وبدءوا التنكيل بهم مما أدى لإصابات أخرى،
إن القمع الوحشي نهج لا نستغربه من النظام العسكري الذي تلوثت يداه بالفساد ونهب الأموال العمومية وبالتالي تعريض الشعب الموريتاني للفقر المدقع والجوع والكوارث الصحية وتحطيم المستويات التعليمية، كما ولغ في دماء الشباب الموريتاني، وأصر على تربح سماسرته وأعوانه على حساب معاناة المواطنين.

إننا في حركة 25 فبراير نقرأ بين سطور هذا القمع والوحشية حجم اليأس والعزلة التي يعيشها النظام بعد تهاوي كل شعاراته البراقة التي ما عادت تنطلي على أي مواطن!
وليس قمع حركة إيرا الوحشي في الشارع أول الأمس منا ببعيد،
إننا نؤكد أن انتهاج القمع هو آخر أوراق التوت التي يتستر بها النظام العسكري على ضعفه وهشاشته . كما نؤكد أن رسائله وصلت، وأن رسائلنا سوف تصله في الأيام القابلة، كما نحث جميع الفعاليات والحركات الموريتانية الناشطة في الساحة إلى استمرار النضال بسلمية كما عهدنا بهم دائما ، فالوطن يستحق منا كل النضال والصبر والتمسك بالسلمية مهما كانت آلة القمع وحشية.
يسقط حكم العسكر.
يسقط نظام القمع والتعذيب والتفقير والتجويع.

المجد للشعب الموريتاني.



رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'