الأحد، 31 مارس 2013

أنتم تجيدون الركوب ونحن نستحقه !


تشهد الساحة الوطنية في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث الأمنية المتلاحقة التي تنبأ بمستقبل غامض ٍيدفع على الكثير من التساؤلات الملحة، والتي ستحيلك أجوبتها دون شك إلى مزيد من عدم اليقين والإطمئنان حول دور الشرطة المعنية والأسباب الكامنة خلف هذه الجرائم، في هذه الفترة بالذات وما الذي يمكن أن ينجم عنها في القريب العاجل؟ هذه الدولة للأسف التي شهدت مزيدا من الترهل المخيف والتدهور المستمر منذ بداية النهاية سنة 1978م ، ذلك التاريخ الذي حملت فيه موريتانيا جين الإنقلابات و الفساد، حيث بدأت زمرة الأسود  تتوالد مخلفة مزيدا من الطامعين في جثة الدولة الهامدة ، مائدة مختلف القطعان المفترسة.
بدأ ركوبنا إذن، ونحن منصاعون لساستنا- بمفهوم سائسي الحمير- نُضرب فنهرول ، نساق فنطيع، و نخدر بعبارات فضفاضة ، كاذبة، بمجرد أن تخول لنا أنفسنا محاولة التفكير في التحول إلى أشباه بشر، بمجرد أن نرفع أصواتنا مطالبين بحقوقنا الضرورية، أقصد حقوق الحيوان، صدقوني ، يا ليتنا كنا حيوان، أليس للحيوان حقوق، على الأقل يذبح وفق الشريعة الإسلامية والجيفة منه ترمي بعيدا لألا تزكم الأنوف، على العكس نحن نرمى في المنازل، أي دولة هذه!؟
أهم شيء يبحث عنه الإنسان ، في أي برزخ كان ، هو حاجته للأمن، للحاجات الضرورية من مواد غذائية – على الأقل في المتناول من حيث السعر- و عمل، و حرية.
 حاجتنا للحق في التعبير دون أن ترسل علينا آلات أو قل روبوتات فهي خالية من الرحمة بطبيعة الحال، في الغرب صنعوها لتحل مكان البشر في الحروب، ربما لوازع أخلاقي، لألا لا يعذبوا البشر، عندنا لا، ستضرب وستجر بعنف بمجر أن تشير بسبابتك أو تقول لا في شارع عام من أجل قطرة ماء، حاجتنا للحق في انتقاد الحاكم دون خوف، حاجتنا لأن يكون لنا رئيس نفخر به.
في عهد الرئيس الإنقلابي السابق وفي أوج قهره وتجبره، حبس العلماء، طارد الأئمة، ودمر الإقتصاد ، السذج منا كانوا يرقصون طربا في دولة صارت اللغة الوحيدة فيها هي لغة المادة، الكل مطحون بالآلة التي تفشل اليوم أن تطحن قوى الشر المنتشرة، حينها انتفض الشارع ورفض، لكن أي انتفاضة تلك ، مجموعة من العساكر ، استولت على الحكم وأعادت الأمور إلى الصفر ، اليوم نفس الشيء يتكرر، تقديس و تسبيح بحمد النظام وهو بحق لا يستحق، كل كبيرة وصغيرة تجد من يضخمها ويضعها في زاوية إنجازات الرئيس وأي إنجازات هذه؟ فليقل لي أحدكم ما هو أهم مشروع تم تنفيذه؟ الطرق ! ترقع يوميا ، حوانيت أمل! المثل الصيني يقول علمه كيف يصطاد أحسن له من أن تعطيه سمكة كل يوم، ناهيك عن الفشل الذريع الذي منيت به هذه الحوانيت.
المشكلة أننا لم نعد نعرف من يحكم ومن يوجه، أسعار المواد الغذائية في ازدياد ، وأهم شيء في الحياة اليومية يرتفع باستمرار، إنه المحروقات، والحجة الوحيدة لدى النظام هي نحن لسنا بلدا منتجا، بل نحن بلد منتج للفساد والمفسدين والمتعاملين بالدولار المزور، والمفضوحين، أية دولة هذه يا جماعة؟، لكل دولة مهما كانت سياسة اقتصادية للحفاظ على توازنها وبقائها، ومنها سياسة دعم المواد الغذائية ودعم المحروقات ،فكيف تتخلى دولة عن شعبها يواجه المهالك بهذه البساطة، هل يعقل هذا؟
نحن السبب فاستمروا في افتراسنا أيها الذئاب، نحن خراف متفرقة في عز الصيف فواصلوا نهشنا أيها الأسود، لقد تعودنا على السكوت في وجه الطغاة والخنوع عند المواجهة فأطلقوا مفترسوكم ليهينوا نسائنا ونحن إذ ذاك هم المسئولون، استمروا في التسابق نحو الغنى ولنستمر نحن في التسابق هربا من القاع من الهاوية السحيقة، من الموت جوعا، و مخنثيكم يصفقون و يلحلحون و البقية إلى التهلكة سائرون.
موريتانيا للأسف مرهونة منذ سنة 1978 في أيادي همها الوحيد هو المحافظة على مكاسبها اللامشروعة ، و ليرموا بفتاتهم النتن إلينا لنتصارع عليه مثل الديَّكة وسيسرون دون شك ، أليس صراع الديًّكةُ رياضة مسلية في العالم الشرقي؟!
 نحن بحاجة إلى أن نلقي بعباءة العسكر السياسية في سلة المهملات ، أن نقف ونقول لهم كفى، دمرتم موريتانيا ، والأهم من ذلك حقيقة حاجتنا إلى شعب يفهم حقيقة الدولة ومستعد للتضحية من أجلها ، وإلا فإننا سنقول لهم استمروا في ركوبنا نحن نستحق. 
   

الخميس، 21 مارس 2013

شهداء يسقطون.. وبقية متسلقون !

طائرتان عسكريان موريتانيتان
يظلمنا البعض حين يتهمنا بالتطاول على المؤسسة العسكرية ، معتبرا أننا نتدخل في شؤون إحدى أهم القطاعات الحيوية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ألا وهي الجيش، هذا القطاع الذي يحيط  نفسه بهالة من السرية والتكتم وإن كانت مسألة ضرورية ،إلا أنه في الآونة الأخيرة رشحت على السطح بعض العيوب التي فرضت علينا كمواطنين، إبداء آرائنا في هذا الشأن خصوصا أنه يستفيد من الضرائب التي أدفعها أنا وأنت ، إلا أن فترة طويلة من حياده عن المهمة المنوطة به - شيئا ما- ظهرت تجلياتها أخيرا ،تستلزم إيضاح عدة نقاط ملحة.
- النقطة الأولى هي اعتبار الكثير من مدعي حب الجيش الوطني أنه خط أحمر ولا يجب الحديث عنه بتاتا، نعم إنه أحد الرموز السيادية لموريتانيا، الدولة الوطنية ،ولكن حين ما لا نستشف بالنظر إلى انقلاباته المتتالية أنه يخصص وقته لهدفه الأساس فإننا سنقول له كفي، سنردد عبارتنا المعروفة (يسقط يسقط حكم العسكر) .
النقطة الثانية هي تفريقنا التام والواضح بين أفراد جيشنا الوطني الذين يخدمون بشرف على الحدود ويقدمون أرواحهم لنتمكن نحن من النوم بكل أمن وأمان وبين من يتسلقون على أكتافهم للوصول للسلطة والهيمنة عليها، عبر التستر بأثواب شفافة لا تخفي النوايا الحقيقية لأصحابها، إذ نقدر عاليا دون أن تفي الكلمات بالغرض بذلك الجهد الكبير المشار إليه ، لذا نرجو ألا يكون هناك خلط بين المسألتين ، فنحن نعتبر أولائك الجنود مجرد ضحايا لعمليات فساد لم تعد هناك القدرة على كتمانها.
لقد فقد الموريتانيون أرواح الكثير من أبنائهم، ليس نتيجة لخوضهم معارك مع العدو الخارجي، إنما نتيجة معارك مع الأعداء من بني جلدتهم ، نعم إنهم كذلك، حينما يؤدي الإهمال واللامسؤولية إلى تحطم مروحيات الجيش في المطار، أي قبل أن تبتعد الطائرة من مكان إقلاعها فالمسؤول هنا يسمى عدو، حينما تسقط طائرة أخري بعدها بفترة قصيرة لتخلف شهداء من الجيش أيضا فالمسؤول هنا يعتبر عدو كذلك، حينما يلقى بكتيبة من الجنود على الحدود دون معدات كافية لحماية أنفسهم فالمسؤول هنا يعتبر عدو.
لكن أن يتقاتل القادة على مناصب سياسية تصل نتيجة ذلك في بعض الأحيان إلى إزهاق أرواح فذلك يسمى تفريط غير مبرر إطلاقا، أن تعطى أموالهم لمدنيين يتربحوا منها دون وجه حق فذلك الفساد المبين، والغريب أن التبرير بعد ذلك لم يقدر أن يقنع أحد باستثناء الغوغاء أصحاب المصالح الذاتية الذين تلونوا بألوان كل الأحكام المتعاقبة وفي النهاية يقدمون أنفسهم كممثلين للشعب، أفٍ لهم من ممثلين.
بعد هذا كله رأينا أنه من الضروري أن نقف وقفة إجلال وتقدير متمثلة في ساعة تأبينية على أرواح أفراد جنودنا الذي استشهدوا بفعل الفساد والإهمال والفوضى والذين كان آخرهم الجندي "امبودج" شهيد طائرة أوجفت وشهداء طائرة المطار وكل الجنود الذين قضوا في حوادث مماثلة ، هذه المآسي التي أثبتت أن الفساد استشري حتى عم وطفا على السطح، إذا بفعل هذا كله حقّ لنا أن نتمسك بمطلبنا الداعي إلى إسقاط العسكر -  و أؤكد أننا حينما نقول يسقط حكم العسكر فنحن لا نعني أبدا عامة الجيش، إنما الذي امتهنوا كرامة هذا الشعب وأهانوه وسرقوه – كما فعلوا مع أقرانهم.
نعم لموريتانيا مدنية وقوية بأبنائها ، نعم لحكم ديمقراطي يتيح لكل المواطنين أن يختاروا من يمثلهم بكل حرية بكل اقتناع.
 

الاثنين، 18 مارس 2013

فاجعة جديدة... من المسؤول؟

طائرة موريتانية


المصائب لا تأتي فرادي، كما يقول المثل العربي  ،فمرة جديدة تتناقل وسائل الإعلام فاجعة جديدة تحل بقطاع الطيران العسكري الموريتاني، فاجعة أخرى ستثير الكثير من التساؤلات كسابقاتها التي حلت بهذا القطاع الذي كثيرا ما تغنى به رئيس الدولة باعتباره  في أفضل حالاته منذ ولادة الدولة الموريتانية إلى اليوم ، فكثيرا ما ادعى أن الجيش قادر على مقارعة القاعدة وهي التي ضربتنا – للأسف - في ضواحي نواكشوط.
صورة الطائرة العسكرية التي سقطت قبل سبعة أشهر في مطار نواكشوط
 قبل سبعة أشهر تحطمت طائرة عسكرية في مطار نواكشوط الدولي بينما كانت تقوم برحلة يقال إنها متجهة إلى شركة تازيازت موريتانيا وراح ضحيتها آنئذ سبعة أشخاص عسكريان ومدنيان واثنين من الجمارك، ولم تتضح لحد الآن التفاصيل الحقيقية الكامنة وراء ذلك الحدث الأليم ، وقبل فترة وجيزة عمت الساحة الوطنية حادثة سرقة أموال الجيش الموريتاني البالغة سبعمائة مليون أوقية حيث اتضح أنها كانت نتيجة عملية حسابات مشبوهة بين المحاسب المساعد أول الخليفة  و قريب له يدعى اعبيدي ولد الخوماني الذي اعتاد أن يأخذ هذه الأموال ويقوم بعملية تربح مشبوهة ثم يعيدها بعد ذلك قبل أن تسول له نفسه هذه المرة الاختفاء بالأموال ليتم القبض عليه من قبل مجموعة من الدرك في حي "عين الطلح" التابع لمقاطعة تيارت.
إذا هذا القطاع الحساس الذي يعتبر من القطاعات السيادية للدولة الموريتانية يبدو أنه عبارة عن لعبة تتقاذفها الأيادي العسكرية المستهترة ذات الوزن الكبير خاصة أن الأخبار الواردة من التحقيق مع الشاب الذي هرب بأموال الجيش قال أن هناك قادة كبار متورطون في القضية وهو ما يعتبر منطقي إذا ما لاحظنا أن المبلغ كبير نوعا ما ولا يمكن التلاعب به إلا بمعرفة أولائك القادة.
الحادثة التي ستزيد الطين بلة هي سقوط هذه الطائرة الهيلكوبتر اليوم شمالي أوجفت في منطقة تيريبان مما أسفر حتى الآن عن موت أحد العنصرين الذين كانا على متنها ونجاة الآخر ، إذن نحن أمام منعطف خطير يجب إعادة النظر فيه لتجهيز قواتنا المسلحة قبل أن تؤول الوضعية الى تلك التي كانت معروفة زمن حكم ولد الطابع مما حدي بالكثير من الجنود الى الاستقالة قبل أن يتجسد ذلك الرفض في أول محاولة انقلابية من طرف صالح ولد حننا وزملاءه.
 هذه الوضعية تضع تصريحات رئيس الدولة المتكررة على المحك والتي كان أطلقها في العديد من المناسبات قائلا إن الجيش يتمتع بأحدث التجهيزات وليس بحاجة لأي دعم وهو قادر على القيام بأصعب المهام .
إذا لا يمكننا بحال من الأحوال أن نفصل هذه الحادثة عن قضاء الله وقدره، ولكن كما يقول المثل العربي (لا دخان بدون نار) ، فما أشرنا له من حوادث الفساد المستشرية خصوصا في الجيش، لا يمكن أن يكون بمعزل عن هذه الفاجعة الأليمة الجديدة ، فهذا النظام الذي لطالما ادعى محاربة الفساد والمفسدين اتضح أن كل هذا الكلام مجرد من معانيه وهو فقط للاستهلاك الإعلامي حتى تتم استمالة العامة من الشعب المغلوب على أمره.

ما نحن بحاجة له اليوم هو تشكيل لجنة ذات مصداقية – إن وجدت – للقيام بتحقيق شامل يضع النقاط على الحروف ويحدد المسؤول عن هذه الأحداث بشكل مباشر حتى تتم معاقبته بما يستحق، لكن للأسف الشديد ما دامت هذه الدولة تسير من طرف جماعة من المافيا همها الوحيد هو كيفية تحصيل كم أكبر من الأموال المنهوبة من خيرات هذا الوطن الذي ابتلاه الله بأفسد قادة عسكريين منذ أول انقلاب سنة 1978  تاريخ بداية النهاية لموريتانيا الدولة الوطنية فإن أي قطاع من هيئات ومؤسسات موريتانيا المختلفة ستظل تنتقل من كارثة إلى أخرى دون توقف.

الأحد، 10 مارس 2013

الفساد أيضا في الجيش!


دليل آخر ينضاف إلى الأدلة المتراكمة التي تثبت أن موريتانيا - الدولة الوطنية - غير موجودة وأنها مجرد قطع شطرنج يتلاعب بها جنرالات السلطة ومن يعيش في ظلهم الزائل، تلكم هي الخلاصة الوحيدة التي يمكن استخلاصها من آخر قصص الفضائح التي تعصف بالدولة الموريتانية المرتهنة في أيادي مفسدة. منذ البداية كان هدفنا الوحيد والذي سنظل نسعى له هو دولة مدنية تحترم لكل فرد من المجتمع حقه الذي يكفله له الدستور والقانون الموريتاني وهذا ما دفعنا للمطالبة برحيل العسكر عن السلطة والتفرغ لمهمتهم الرسمية ألا وهي حماية البلاد من شتى أنواع التهديدات الممكنة.
 ليس ببعيد الحادثة المؤلمة التي راح ضحيتها عسكريين حينما سقطت طائرة هليوكوبتر كان تقوم برحلة داخلية في مطار نواكشوط الدولي وأعلن حينها عن تحقيق معمق لمعرفة الأسباب، لكن كانت النتيجة في النهاية هي الإهمال ، هذا ليس سوى دليل على الفساد وعدم تحمل المسؤولية في قطاع يفترض فيه الجدية والصرامة، هذا فضلا عن الفوضى التي تعم كل هذا الوسط، فغني عن القول أن الكثير من الجنود المغلوبين على أمرهم يعملون في منازل أصحاب النياشين المزيفة ويعملون في مهام خارج إطار عملهم الذي تم اكتتابهم من أجله.
ليس هدفنا التشكيك ولا القدح في وطنية أولائك الجنود الذين يرابطون على الحدود حماية للوطن أبدا، لأنهم يبذلون الغالي والنفيس ويروحون ضحايا فيما نحن نائمون في بيوتنا ،فلهم التحية والتقدير، إنما القصد هم المتسلقون الجالسون في غرف مكيفة و في راحة تامة ولا يشعرون، للأسف، بمدى الإنهاك والتعب الذي يعانيه أصحاب الرتب المتدنية القابعين على الحدود، ليس هذا الكلام من فراغ إنما الدليل عليه آخر فضيحة تشهدها الساحة الوطنية حينما أقدم شاب مدني يدعى أعبيدي ولد الخوماني على الفرار بأموال جنودنا المساكين حيث كان يقوم بعملية تربح غير مشروعة بهذه الأموال التي سلمها له محاسب الجيش الوطني الشيء الذي ما كان  يمكن أن يحدث لولا أن هناك أيادي أخرى ضالعة في العملية ، وقد تناولت وسائل الإعلام أنه تم اعتقال المحاسب المسؤول ولكن هذا لا يعدو كونه ذر للرماد في العيون ونوع من الأخبار يسرب لوسائل الإعلام ليثبتوا أن هناك محاسبة في حين لم يكن من المفترض أن يحدث هذا أصلا، إذا كباقي الفضائح التي يتم الكشف عنها لا يستبعد أن تعمد الجهاد النافذة في الجيش خاصة من يمكن أن تكون متورطة  أن تقوم بالتغطية على هذه الفضيحة بتسوية ما وهو ما يثبت أن الضالعين في الفساد لن يلقوا العقاب اللازم وهو ما يعد بالمزيد من الفضائح ما دام النتيجة هذه.
إذا هذه الفضيحة تثبت أن ما نطالب به منذ فترة ليست قصير لا يخلوا من منطق خصوصا أن ما خفي سيكون أعظم لا محالة، وهو ما يضفي الشرعية على مطالب الموريتانيين بتخلي الجيش عن السلطة و ضرورة إخضاعه لسلطة التفتيش حتى يكون الكل على علم بما يدور خلف الكواليس بدل التعتيم المستمر الذي يخفى الكثير من الحقائق والفوضى.
علينا إذن المواصلة والإصرار على مطالبنا المدنية المطالبة بدولة مدنية بعيد عن الجيش وأدران أصحاب النياشين الفاسدين ، فمنذ خمسا وثلاثين سنة أي من بداية أول انقلاب عسكري ونحن نرزح تحت أحكام لم تولد لنا سوى المآسي والفوضى والفشل على مختلف المستويات ، إذا علينا أن نسعى جاهدين لنخلص هذا الوطن من قيادة عسكرية لا تسعى إلا للكسب المادي عبر سماسرة لا يملكون مثقال ذرة من وطنية همهم الوحيد هو لعق أحذية منتنة لا تخلف سوى الدمار.
عندما قام رأس النظام الحالي بالانقلاب على رئيس نظام منتخب - انتقاما لإقالته إياه- سوق لنفسه بعبارة رنانة يعشقها المستضعفين والفقراء بل كنى نفسه برئيس الفقراء لإغوائهم وتم التطبيل لذلك عن طريق زمرة من السياسيين المتلونين الذين دأبوا على التصفيق واللحلحة استبشر العامة خيرا وصفقوا وطبلوا على غبائهم غير مدركين أن المثل الحساني يقول (لميهَ ألا من اظْوية) لأن من عاش في نظام مفسد لا يمكن أن يكون بريئا منه وهنا تأتي اللحظة الحاسمة فالفساد في قطاع يرأسه رأس النظام نفسه وعليه أن يتخذ خطوات عاجلة حتى لا تثبت عليه التهمة التي تطلقها المعارضة وهي أن تهمة الفساد عبارة عن عصى مسلطة على المعارضين فقط.  

السبت، 9 مارس 2013

وقفة تأبينية للرفيق هوجو تشافيز


أقام مجموعة من الشباب اليساري يوم أمس الجمعة وقفة تأبينية للرئيس الفنزويلي الراحل "الرفيق" هوغو  تشافيز، هذه الوقفة التي نظمت في ساحت 1 مايو ببلدية تفرغ زينة والتي حضرتها شخصيات ثقافية وازنة افتتحت من طرف أحد الشباب حيث أكد على الروح الثورية العالية للرفيق الراحل ووقوفه القوي أمام القوى "الإمبريالية" كما ذكر بالمحبة التي يتميز بها في قلوب مواطنيه مشيرا الى أنه لايمكن أن يحدث ذلك لولا التعلق بالقيم السامية التي تطبع النهج اليساري ال"تشي جيفاري" والذي يتميز به هو نفسه، الوقفة عرفت أيضا كلمة للنائب البرلماني والشاعر الكبير أحمد ولد عبد القادر الذي القى قصيدة معروفة في مدح تشافيز كالتالي:
شَافِيزُ هلْ أوْدَعَتْكَ الدَّهْرَ أنْدُلُسٌ **** فَصَانَكَ الدَّهْرُ نَفْسًا بَعْدَهَا نَفَسُ؟
سِرًّا تَخَاطَرَ مِـــنْ جِيلٍ إلَى زَمَنٍ * * * * وَمِنْ زَمَانٍ إلَى جِيلٍ.. فَيَنْغَرسُ!
وَهَلْ جُدُودُكَ لَمْ تَرْحَلْ ضَمَائِرُهُمْ **** مِنْ بَعْدِ مَاوَدَّعُوا الأيَّامَ وَاندَرَسُوا؟
أمْ هَاجَرُوا لِذُرَى "الإنْدِيزِ" وَاطَّلَبُوا ** فِيهَا مِنَ الْمَجْدِ مَارَامُوا وَما الْتَمَسُوا؟
أمْ أنْتَ وَمْضَةُ حَقٍّ لانَظِـــــيرَ لَهــــَا **تُعَانِقُ الصّـــــدْقَ لَمْ يَعْلَقْ بِهَا دَنَسُ؟
...شَافِيزُ فِعْلُكَ مَــــاضٍ لاَيُعَكّــــــِرُهُ *** مِنَ الْمُضَارِعِ مَـــوْعُودٌ وَمُنْحَبِسُ
أرَاكَ تَـــرْنُو تِجَاهَ الشَّرْقِ مُنْفَرِدًا ***** وَفِي امْتِيَّازِكَ يَرْنُو نَحْـــوَكَ الْقُدُسُ!
سَائِلْ مَعِي.. أمَمًا نَالَتْ حَضَارَتُهَا ****ظَهْرَ السَّمَاءِ لِتُرْسَى فَوْقَهَا الأسُسُ:
هَلْ أهْلُ غَزَّةَ مِنْ أفْنَانِ دَوْحَــــتِنَا **** أمْ هًمْ تَمَاثِيلُ يَهْوَى قَنْصَهَا الْحَرَسُ؟
لاَتَسْأل الْجُرْحَ كَمْ تَجْرِي دِمَاهُ فَهَا **** نَهْرُ النَّجِيعِ بِوَادِى الْمَوْتِ مُنْبَجـِسُ !
لاَتَسْأل الطِّفْلَ عَنْ آلاَمِ حِـــــرْقَتِهِ **** جُوعًا فَهَاهُـــوَ في الْفُسْفُورِ يَنْطَمِسُ!
لاَتَسْأل الْعُرْبَ هَلْ صَانُوا كَرَامَتَهُمْ؟**** فعِزُّهُمْ بِجُــــــــــــذَامِ الـــــذِّلِّ مُلْتَبِس
...شَافِيزُ هَلْ مِنْ عُيُون؟ هَلْ مِنَ افْئِدَةٍ؟***** تُهْدَى لَنَا فَتُرِينَا كَيْفَ نُبْـــتَخَسُ
هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيَّاحُ الــذُّلِّ عــــاصـــــفَةً ***** وَاغْتَالَ أرْوَاحَنَا الإظْلاَمُ والْيَبَسُ
وَالنّائِمُــــونَ بِــــــــــــآذَانٍ مُـــــغَلَّقَةٍ **** عَمَّا يَدُورُ وَمَـــانَامُوا وَمَاخَرسُوا!
لِلهِ أنْتَ!.. وَللشَّيــــــــــــْطَان ِ أمَّتُنّأ **** إنْ لَمْ يَقُدْهَا إلَى الْهَيْجَاءِ "مُنْحَمِسُ"
وَ"حَامِسٌ" وَ"حَمَاسِيٌّ"وَ"مُنْتَفِض " **** في "ِمِشْعَلِ اللَّهَبِ الْمَوَّارِ يَنْغَمِسُ

تَعْسًا لِصُهْيُونَ تَعْسًا للأولى ارْتَعَدُوا *** مِنْ خَوْفِ صُهْيُونَ لاَجَافَاهُم التَّعَسُ
وَالنَّصْرُ للأهْلِ! وَالْقسَّام يُلْهِمُهُ الْ *****أشْبَالُ مَا انْخَدَعُوا يَوْمًا ومَا يَئِـــسُوا

كما حضرت الوقفة كذلك المناضلة الحقوقية ورئيسة منظمة النساء معيلات الأسر السيدة آمنة منت المختار ، و تميزت الوقفة كذلك بإلقاء كلمات مقتضبة لبعض الحضور من سياسيين و مهتمين آخري.
هذه صور الوقفة:

















الجمعة، 8 مارس 2013

عيدا مباركا ....سيداتي!



تمر اليوم ذكرى اليوم العالمي للمرأة الموافق الثامن من مارس ، هذا التاريخ الذي يذكرنا دوما بكل أشكال التضحية التي تقدمها الأم والأخت والزوجة ...، هذا اليوم الذي ينبغني أن نقدم فيه أسمى آيات التهنئة لها على ما تبذل من جهد لا يقدر بثمن، وعلينا أن نقف بصلابة لا تقهر أمام المناهضين لحرية المرأة " في حدود الدين طبعا" والساعين دوما لان تظل تابعا بلا ارادة ، لأن ذلك ببساطة لم يعد يتماشى مع دولة تسعى الى التطور والنمو في حين نصف مواطنيها يقبع تحت الظلم والتهميش والاغتصاب تحت ذريعة الدين الاسلامي  في حين هو من تصرفاتهم براء، في هذا الإطار اخترت أن أجمع لكم آراء متفرقة من منشورات فيسبوكية بمناسبة الذكرى المتجددة لعل وعسى أن نساهم في تعميم مفهوم احترام المرأة وتكريمها.
أولى هذه المنشورات للمناضلة الحقوقية مكفولة منت ابراهيم Mekfoula Brahim حيث تقول
العنف ضد المرأة هو ذلك العنف المتولد عن تصويب القوة الجسدية للرجل ضد المراة او المدفوع بعصبية جنسية ويؤدى الى المعاناة سواء الجسدية او النفسية وأكثر الانواع الموجودة لدينا نحن العرب هو ذلك المتعلق بمنع الاستقلالية الذاتية للمراة وجعلها تابعا ابديا للرجل كمثلا المنع من الخروج من البيت الا مع مراقب و الحرمان من التركة والحرمان من التعليم العالى وفى بعض الاحيان من التمدرس وإرغامها على الاستجابة لفقه القبيلة او العشيرة حيث تتسلل مفاهيم الشرف والعصبة والزواج المبكر ومصادرة الراى
 ويتسيد العنف متخذا اشكالا جمة كتشويه السمعة او النبذ والضرب والقتل والحرمان وهذا شائع فى مجتمعاتنا الاسلامية.اما فى موريتانيا فان العنف الموجه للمرأة متجذر يبدأ بعد الولادة بالخفاض ولاينتهى بإقصاء المرأة من الرئاسة وان اخذ اشكالا اخرى كالعنف الرمزى الذى تدخل فيه العادات والتقاليد والتفاسير الدينية التى يطوعها "الفقيه" الذكر لمصلحته.ومن هنا لانجد تفسيرا مقنعا اذا اعتبرنا ان نسبة 53 فى السكان هم نساء لايعمل منهن الا نسبة 10 فى المئة ويعانين من الفقر ولاتوجد من بينهن الا ربما سيدتى اعمال او ثلاث (الجهل :اقصاء من حق التعليم لايتضمن الدستور مواد تقصى المرأة لكنها مع ذلك تقصى ويظهر ذلك طبعا فى اشكال العنف الممارس ضدها والذى لاتشعر به بشكل مباشر بل يتخفى تحت مفاهيم يسوقها المجتمع الذكورى وتبتلعها المراة(المنساقة خلف التفاسيرالذكورية المرتبطة بالعادات وعبر تطويع التفاسير الدينية "الرجال قوامون على النساء") دون اكمال الايةو دون ان تشعرالمراة ذلك والحكومات عاجزة عن فرض نفسها ولاتريد رفع مستوى الوعى الثقافى والاجتماعى والسياسى لدى شعوبها ولاتسمح بتطبيق اى هامش من الحرية والديمقراطية و حقوق الانسان التى تقف ضد التسلط والقمع والاستبداد وتظل تمارس الاستبداد والظلم والاستغلال والاضطهاد مما ينتج الفقر والتخلف والجهل وتكون الضحية الاولى هى المراة او الطفل غير ان اى محاولة للتغلب على العنف الموجه للمرأة يجب ان تبدا بالحق فى التعليم والحق فى احتيار الشريك والحق فى قرارالتخلى عنه.اما فى المجتمع فان أهم تقنية للتحكم في العنف تتمثل في التنظيم السياسي للمجتمع يبني فيه هذا الأخير في صورة مؤسسات حديثة تجتث العنف و تجعل استخدامه حكرا على جهاز الدولة. و في هذا السياق تبرز الديمقراطية كنظام يتطلع إلى القضاء على العنف و تدبير الخلافات و الصراعات السياسية بكيفية حضارية تقوم على قوة القانون و ليس على قانون القوة)
الاستراتجية المتبعة لإنصاف المرأة هي:
1- المطالبة والضغط من اجل الوفاء بالتزامات موريتانيا الدولية
مواءمة القوانين المحلية مع الدولية عر مراجعته 2-
3- عن طريق اعتماد استراتجية النوع الموجودة لدى وزارة المراة والتى اشترك في انجازها المجتمع المدنى ووازة شؤون المراة وابنيد عبر اعتماد قانون تجريم العنف. الذى يتناول جميع اشكال العنف المسلط على المراة
ويقول الصحفي والمناضل الحقوقي عبيد ولد إميجن Oubeid Imijine
‏ في الثامن من مارس ها أنا أقبل أيادي نساء بلادي جميعاً.. أقبل يد التي علمتني الحـب دائما ..حب كل النـاس الغرباء .. حب الحيــوان والشجر.. تلك التي ولدتني.. المرأة الرائعة المؤمنة الحنـون.. أمـــي رحمها الله..
و لكل الموريتانيين، إن كنتم تحبون نساءكم كما أحب أمي ...فأنتخبــوهم ..فقد صــار صوت المرأة ثورة وليس عورة.
ويقول المدون والصحفي أحمد جدو ‏‎Ahmed Jedou‎‏
‏ يمر الثامن من مارس هذه السنة والمرأة تتعرض للاغتصاب في ميادين مصر وتحرم من الميراث في الأردن وتجلد في السودان وتعامل كالنعجة في السعودية، كما أعد تدوينة  رائعة عن نساء حركة 25 فبراير الذي تعطروا بمسيلات الدموع منذ انطلاقة الحركة ورابطن عند مخافر الشرطة حتى اطلاق سراح المحتجزين  من أعضاء الحركة .
أما المناضل في حركة 25 فبراير محمد عبدوMohamed Abdou  فيقول:
عيد_المرأة : أقول لكل امرأة تستحق أن تحتفل ، لكل امرأة وقفت موقفا مشرفا ، ناصرت مظلوما ، لكل امرأة قاومت ... إلخ . عيد سعيد يا أجمل امرأة في الوجود
‏‎Mezid Chekh‎‏ بدوره لم يرد أن تمضي الذكرى دون أن يقدم مساهمته حيث يقول :
تحية إلى: الأمهات، السجينات، الفلاحات، العاملات، الأرملات، اللاجئات، المُغتصبات والمسحوقات، المظلومات والمشردات، ليكن عامكن أنزه وأعدل! 

الجمعة، 1 مارس 2013

نهاية شهر مشتعلة سياسيا وحقوقيا



أحداث سياسية متسارعة شهدتها الساحة الوطنية نهاية الشهر الماضي، كان في مقدمتها بامتياز حراك حركة 25 فبراير التي أحيت ذكرى انطلاقتها الثانية بالإضافة لحركة لا تلمس جنسيتي وشباب أحزاب منسقية المعارضة المعروف اختصارا ب – مشعل- ،وكان قبلها بيوم واحد مظاهرة لحزب التكتل الديمقراطي بزعامة أحمد ولد داداه لتتوالى الحركات الإحتجاجية من أحزاب سياسية أخرى أبرزها حزب تواصل الذي أقام وقفة بمكان التظاهرات المعروف(ساحة مسجد ابن عباس) تحت عنوان "الوطن في خطر"، فما هي دلالة كل هذه التحركات ؟ ولأي شيء تهدف ؟ خاصة أنها – أي الأحزاب- عجزت لحد الآن عن إسقاط النظام،تطبيقا للشعار الذي حملته طيلة الفترة الماضية.
كما أشرت في البداية كانت حركة 25 فبراير السباقة لإشعال نار الحركات الاحتجاجية نهاية الشهر ، من خلال الفترة التي أخذتها للإعداد لهذه الذكرى التي انطلقت حاملة شعارات محاربة الفساد والمحسوبية و رحيل العسكر كمطلب أساسي، إلا أن هذه الحركة تعرضت هجمة شرسة من قوات مكافحة الشغب التي رمت كميات كبيرة من مسيلات الدموع واعتقلت بعض الزملاء من الحركة لتطلق سراحهم فيما بعد،و ليعودوا لنفس الساحة كنوع من الانتصار المعنوي على شرطة النظام وليتم تأجيل مطلب رحيل العسكر إلى وقت آخر من مسيرة الحركة المتواصلة بعزم وإرادة إن شاء الله، كان يوم الأحد 24  فبراير هو الآخر على موعد مع مظاهرة احتجاجية لحزب التكتل صب فيها الحزب جام غضبه على النظام متهما إياه بجر البلاد إلى الهاوية من خلال الصراع المفتعل مع رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو الذي يهدف رئيس النظام – الجنرال محمد ولد عبد العزيز- من خلاله لتصفية حسابات مع الرجل، وهو ما قال رئيس حزب التكتل أنه استهداف مباشر لا يصب في مصلحة البلاد على الإطلاق خاصة أنه يوفر وظائف عديدة للمواطنين، حزب التكتل حذت حذوه أحزاب المعارضة الأخرى والتي من أشهرها حزب تواصل الإسلامي الذي قام بمظاهرة حملت عنوان" الوطن في خطر" نحت نفس المنحى الذي سار عليه حزب التكتل معددين مجموعة من العوامل والأسباب التي تأكد مضمون شعار تظاهرتهم. بعد كل هذه الحركات والمظاهرات طلع علينا الحزب الحاكم (المحكوم) لينتقد بشد الأحزاب المعارضة معتبرا أنها عادت لما قال إنه " خطاب القذف والتجريح والعنف اللفظي".
في خضم هذا كله أعلنت اللجنة المستقلة للإنتخابات يوم الخميس 28/02/2013 عن إجراء الانتخابات البلدية والتشريعية في الفترة ما بين 15 سبتمبر و15 أكتوبر 2013 لتضع بذلك ضغطا متزايدا على أحزاب المنسقية التي إلى الآن لا تزال متمسكة بخيار الرحيل (الفاشل) الشيء الذي سيضعها أمام تناقض صارخ فهي إما أن تعلن استعدادها لدخول هذه الانتخابات والترتيب لها وهو ما يعني تخليها عن شعار الرحيل الذي طالما أعرب قادتها عن تمسكهم به أو ترفض المشاركة فيها وهو أمر مستبعد لأنه سيكون انتحار سياسي خاصة أنها فشلت لحد الساعة على إجبار النظام على تقديم تنازلات تذكر للجلوس معها على مائدة حوار جاد، من جهة ثانية تعتبر هذه الانتخابات ضربة قوية لمبادرة رئيس حزب التحالف ورئيس البرلمان السيد مسعود ولد بلخير التي أعلن عنها الشهر الماضي في احتفال بهيج لا يعكس بالضرورة مستوى نجاح المبادرة، إذ لا يبدو في الأفق أن هناك بوادر لقبول الأطراف بها حيث ردت أحزاب المعارضة بمظاهرات فردية ولم يتضح لحد الساعة وجهة نظر النظام من المبادرة التي يبدو أنها ستلقى مصير مظلم بناء على المعطيات السابقة.
من ناحية أخرى تشهد الساحة الوطنية حراك حقوقيا متزايدا خصوصا من جانب حركة إيرا التي تقوم بجولات عدة داخل البلاد كانت آخرها الجولة التي أخذت الحركة إلى ولاية تكانت أحد معاقل وأوكار العبودية دون منازع، إلى ذلك أعلن المفوض المكلف بحقوق الإنسان محمد عبد الله ولد خطرة أن موريتانيا مستمرة في مجال الالتزام بحقوق الإنسان من خلال تعاونها مع الآليات الأممية الخاصة بحقوق الإنسان وهو ما ينفيه تماما ما ورد في خطاب اللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التابعة للأمم المتحدة في 30/ 12/2012 ، حيث أعربت عن قلقها بشأن الرق إذ أن عدد  كبيرا من الأشخاص يعمل في هذه الوضعية وكذلك الأوضاع اللاإنسانية الصعبة التي تواجهها المرأة بشكل عام والانتهاكات الحقوقية ضد القصر بشكل خاص الذين يتم التحرش بهن والدوس على كرامتهن في حين لم تحرك الحكومة ساكنا بل الأدهى من ذلك هو ظهور نوع من الحرس الديني جديد معادي للمنظمات الحقوقية  يتهمها بالكفر منصبا نفسه وصيا على المجتمع في حين هو العدو الأول والأخير للمجتمع وللدين من خلال رأيته الضيقة التي يفرض على الكل دون استثناء.
إذا كخلاصة لنهاية شهر فبراير المشتعل بالأحداث السياسية والحقوقية نتمنى أن يستمر المناضلون المناهضون للعسكر خاصة حركة 25 فبراير لأنها هي الأمل الوحيد المتبقي لهذا الشعب ،كما نتمنى مزيدا من الإقناع من الأحزاب السياسية بخطها السياسي الذي يركز أساسا على إسقاط النظام، كما يحدونا الأمل بتحقيق نتائج اجتماعية ايجابية لمنظمات المجتمع المدني التي لاشك تعمل في ظروف اجتماعية صعبة يتوجب عليها الصبر للوصول لتلك الأهداف المنشودة. 

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'