الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

في الغرفة

نظرت إلي باستخفاف، أو هكذا تخيلت، إلتفت إلى جانبي الآخر، بدأت تضحك، ثم تضحك، تغالب الضحك بيديها المثبتتين على فمها، الضحك يفلت منها بعنف، استدرت ناحيتها، سكتت ، لم أعلق بكلمة، فقط أواصل قراءة روايتي التي تحرك شعوري الدفين، أضحك أنا بدوري، أضحك منها، إنها لا تعرف أن هذه الرواية الجميلة تصف انحناءات جسمها بالذات، يعجبني الكاتب ،لقد رآها وعرف أني سأقابلها فأحب مساعدتي مبدئيا، لقد رسمها لي خصيصا وأوصى صاحب المكتبة أن يقدم لي هذه الرواية  هدية، عيناها بهما حول يزيدهما جميلا،احمرار مصطنع على الخدين، نظرة ماكرة تخبرك بما بعدها، شعر طويل ملفوف بخرقة حمراء تتدلى على صدرها مزينة بأشكال هندسية  يشذ عنها رسم قلب أحمر، لقد قرأت في الصفحة عشرين من كتابي أن هذه الفتاة ستغمز لي باستمرار، مالت على حتى تلامس جسمانا ،أحسست بالدفء وسرت في جسمي قشعريرة ثم رعشة لا إرادية، تململت قليلا لعلها تنزاح عني، عيون الفضوليين تلاحقني ، تلتهمني باستمرار، غيرت مقعدي ، ذهبت للوراء ، ظل كتابي يشير لتلك الفتاة ،كأنني أتحسس ثنايا جسمها الطري من جديد، أنظر بين دفتيه المواليتين ، تنطلق مني ابتسامة تعجب لا شعوريا، قفز سؤال بريء إلى ذهني، كيف وصل هذا الرجل إلى هذا المستوى من الدقة في الوصف !؟ وصلت المحطة مع نهاية الفقرة الأخيرة من الفصل الأول، نزلت، رمتني بابتسامة ساخرة زعزعت ثقتي في نفسي، إنها تختبرني، تحسست جسمي لعلي معيب ، حملتنا الصدفة إلى نفس الاتجاه، قلت ، هل سبق لك أن قرأت هذا الكتاب ، لم أنتظر جوابا ،وما علاقتها بالكتب ؟، قالت، إنه جميل جدا ، طالعته ثلاث مرات ، إن مؤلفه وصفك أنت ، في فصله الثالث، وأردفت ، هل أكملته؟، لا حتى الساعة ، سيعجبك دون شك، ضحكت بصوت عالي ، انتبهت ، أنا في الغرفة وحيد، فقط أنا والكتاب.   

رأيكم يهمني

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

blogtopsites'